معادلة الشرق الأوسط التى اصبحت فيها ايران لاعب مهم اصبحت بعد احتلال العراق متعددة الالغاز تعددت فيها المصالح السرية والمعلنة ولم تفهم لحد الساعة الشعوب العربية والاسلامية سبب امتناع ايران الاسلامية عن حماية شعب مسلم لا يبعد عنها الا ببضعة امتار فلا يمكن ابدا ان تكون الحرب سبب في الانتقام من العراق الذي لو تدخلت ايران يوم الحصار لما وقع في قبضة اسرائيل التى لها اتصالات سرية عبر وساطات متعددة مع ايران التى تملك علاقات سرية مع امريكا والتى كشفتها ما عرف بقضية ايران قايت ..... العلاقة الايرانيةالامريكية يقول عنها الجنرال "سيكورد" الذي كان رئيسا للبعثة الجوية العسكرية الأمريكية خلال حكم الشاه في إيران لمدة أربع سنوات "منذ قيام الثورة في إيران لم يعد لدينا فيها شيء. في التخطيط الاستراتيجي أصبحت تشكل فراغا، لم تكن لدينا أية فكرة عما يجري في إيران ولم يكن لدينا أي اتصال بها". فحسب نظرية هدا المرسول الامريكي فان السياسة الأمريكية اصبحت تواجه وضعا غامضا لا تعرف كيف تعالجه بعد سقوط نظام الشاه . نظرا للغموض بداخل إيران عرفت ثورة بقيادة الراحل الخيميني بداية من عام 1979 بعد عوته من منفاه بفرنسا . في ظل هذه المعضلة توجه ماكفرلين المسؤول الأول السابق في مجلس الدفاع إلى إسرائيل التي اعتقد بأنها تملك دليل حل للغز الإيراني الجديد . هده الاخيرة رغم فضائح الموساد في لبنان الا انها كانت تتمتع بسمعة طيبة لدى واشنطن، في هذا السياق كانت اسرائيل معروفة جيدا بعقد العديد من صفقات بيع الأسلحة إلى إيران منذ مدة طويلة و على هذا الأساس اعتقد "ماكفرلين" بأن إسرائيل يمكن أن تساعد السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران أو على الأقل مع بعض الضباط الإيرانيين العاملين هناك حيث كانت هذه السياسة تنسجم مع الرؤية إلاسرائيلية للعراق باعتباره الأشد عداوة وخطرا عليها من باقي الدول العربية لهدا كانت مساعدتها لإيران تهدف الى ابعاد الخطر العراقي عليها فرغم الدعاية الإيرانية المضادة للصهيونية الا انها وجدت نفسها تتعامل، مع اسرائيل في مجال تجارة السلاح بادلة اقصى جهودها للحصول على الأسلحة الأمريكية، المتوفرة في إسرائيل. صفقات بالملايين الدولارات شاركت فيها عدة أطراف من تجار السلاح كالإسرائيلي نمرودي الملحق العسكري الإسرائيلي السابق في إيران وأدولف شويمر المستشار الخاص لرئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية وهما الشخصيتان الإسرائيليتان اللتان تم تفويضها رسميا من طرف دولة اسرائيل لعقد صفقات الأسلحة الإسرائيلية .من الجانب الايراني كان ماتوشير غورباتيفار الذي كان يتخذ باريس قاعدة لعملياته، الواجهة التي تحتمي من وراءها الحكومة الإيرانية في تعاملها مع إسرائيل. حسب ما أكدته مصادر أمريكية، فقد اجتمع خلال عام 1985 كل من نمرودي وشويمر وغوربانيفار ليبحثوا كيف يمكن الحصول على الأسلحة الأمريكية مقابل إطلاق سراح الرهان الأمريكيين وفي الوقت نفسه "فتح حوار استراتيجي مع إيران" بعض هذه اللقاءات حضر ها الضابط الإسرائيلي امبرام تير مستشار بيريز لمقاومة الإرهاب. خلال هده السنة ظهر على المسرح الأمريكي روي فورماك، المتخصص في شؤون الطاقة وأحد المتعاملين مع السعودي عدنان خاشنجي ذي الاصول اليهودية ، حيث سبق لروي أن عمل في السابق محاسبا لوليم كيسي مدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية، في هدا السياق قال فورماك "أنه قابل غوربانيفار وقدمه لخاشقجي وأنهم عقدوا عدة اجتماعات في شهر جانفي من عام 1985 "، حيث بعث الخاشقجي بمذكرة مطولة إلى ماكنزلين عن آراء غورباانيفار في السياسات الإيرانية، ويبدو أن عدنان خاشنجي كان صديقا حميما لرئيس مكتب مشتريات الأسلحة الإيرانية في أوربا الدكتور ساهاباجي، وهكذا اكتملت الدائرة التي تضم غوربانيفان وخاشنجي وشامابادي والإسرائيليين. في الوقت نفسه، حدث تطور جديد، ففي 1984 بعث ماكفرلين أحد مستشاريه وهو مايكل ليدين إلى أوربا في مهمة للاستقصاء، ومن أوربا بعث ليدين إلى ماكفرلين تقريرا عن حديث مهم أجراه مع أحد ضباط المخابرات الأوروبية الذي أعطاه صورة عن إيران تختلف عن رؤية واشنطن وتؤكد أن الوضع داخل إيران ليس جامدا كما تعتمد الحكومة الأمريكية، وإنما هو وضع خطة وأشار هذا الضابط على ليدين بأن الإسرائيليين هو المصدر الأوثق على ما يجري في إيران، بعد ذلك طلب ماكفرلين من ليدين الذهاب إلى إسرائيل دون إبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية ولا السفير الأمريكي في تل أبيب، حتى أن السفير الأمريكي لويس جين علم بوجود ليدين بعث إلى وزراء الخارجية يسألها عن مهمته في إسرائيل. تم اجتماع ليدين وبيريز في بداية ماي 1985 وأبدى بيريز استعداده للعمل على تطوير مصادر أفضل لجمع المعلومات عن إيران. كما أن بيريز أسر إلى ليدين بأن إسرائيل قد تلقت طلبا رسميا من الحكومة الإيرانية لشراء السلاح وأن إسرائيل لن تقوم بذلك قبل الحصول على الموافقة الأمريكية. وكأن إسرائيل لم تكن تبيع السلاح إلى إيران منذ أمد طويل، ويقول ليدين أن ماكفرلين فوضه بتبرير بيريز: "حسنا هذا فقط وليس شيئا سواه". وبنتيجة هذه النشاطات أعطى ماكفرلين موافقته لإسرائيل على أن تشحن إلى إيران 508 صواريخ "تار" في سبتمبر 1985. ولم تنته مهمة ليدين عند ذلك فقط، فقد اجتمع مع تاجر السلاح الإسرائيلي شويس ومع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دافيد كيمتي ومع غوربانفار وكذلك مع آخرين، ومان لدين هو الذي رتب بعد ذلك اجتماعات الكولونيل نورث مع شويس ونمرودي وكيمخي وأخيرا غوربانيفار للبحث في مبادلة السلاح بالرهائن وبهدف إقامة اتصالات أوسع مع إيران. عقد ليدين اجتماعا مع بيريز حيث ابدى هدا الاخير استعداده للعمل على تطوير مصادر أفضل لجمع المعلومات عن إيران. كما أسر بيريز لليدين "أن إسرائيل تلقت طلبا رسميا من الحكومة الإيرانية لشراء السلاح وأن إسرائيل لن تقوم بذلك قبل الحصول على الموافقة الأمريكية." وبعد هدا الاجتماع أعطى ماكفرلين موافقته لإسرائيل بشحن 508 صواريخ "تار" الى إيران مع بداية شهر سبتمبر 1985. لم تنته مهمة ليدين المبعوث الخاص لمكفرلين عند هدا الحد ، بل واصل لقائته في هدا السياق اجتمع مع تاجر السلاح الإسرائيلي شويس و المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دافيد كيمتي و غوربانفار و آخرين، لقاءات مكنت ومان لدين من ترتيب اجتماعات الكولونيل نورث بكل من شويس ونمرودي وكيمخي وبعدها غوربانيفار للبحث قضية اطلاق الرهائن الامريكين المحتجزين في لبنان مقابل عقد صفقات سلاح مع ايران .. هكذا تم فتح أحد معابر الاتصال بين واشنطنوإيران، حيث كان دافيد كيمخي أحد أهم هذه القنوات و الذي قدم إلى واشنطن في جويلية 1985، حيث سالته حكومة ريغان "ما هو رأيكم بالدخول مع إيران في مفاوضات سياسية؟" فرد كيمخي " هنالك إيرانيين في موضع السلطة والنفوذ يمكن التوصل معهم إلى صفقة بشأن استعادة الرهائن، "وحين ا بلغ ماكفرلين الرئيس ريغان بتفاصيل لقائه مع كينخي أجاب "إن هذه العناصر لا يمكنها ان تستولي على السلطة إلا بتقوية نفسها وأن العملية المطلوبة لتحقيق ذلك هي السلاح". حوارات والمحادثات لعب فيها غوربانيفار الدور الأساسي في تصوير الأمور وتقديمها بالشكل الملائم لجميع الأطراف بهدف دفع العلاقات الأمريكية-الإيرانية إلى مرحلة متقدمة. في الوقت نفسه كانت المخابرات الأمريكية تقوم بالعديد من الاتصالات مع إيران ، بقيادة غراهام فوللر مسؤول المخابرات لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا. كان فوللر يعتقد بأن نظام الخميني على وشك الانهيار، و أن إيران تفضل الاتفاق مع الاتحاد السوفييتي التي حسبه تملك أوراقا كثيرة مما لدى أمريكا وحسب رأي فوللر فإنه ليس هناك ضرورة لاستخدام القوة ردا على أي هجوم إيراني وأن السبيل الوحيد هو ان دولة صديقة ببيع الأسلحة إلى إيران "دون أن يؤثر ذلك على التوازن الاستراتيجي بين إيران والعراق. هدا التحليل كان هو السائد لدى وكالة المخابرات الأمريكية، التى تدعو لمنافسة السوفييت من اجل الاستحواذ على رضى إيران،في نفس الوقت لم تكن تحبذ ان يكون لامريكا دورا مباشر في القضية وإنما تفضل التأثير الغير المباشر عبر دول أوروبية والدول صديقة كتركيا وباكستان والصين اليابان وإسرائيل. في حين كان مجلس الأمن القومي يدعو إلى سياسة مباشرة وأشد فعالية مع الايرانيين في هدا الشان قال دونالد فوتيير، الذي كان يشغل المدير الأعلى للشؤون السياسية العسكرية، "إن الخيار الإسرائيلي هو خيار يجب متابعته ولو كان علينا أو ندفع ثمنا معينا له". في جوان1985 قدم قورتيير وهيوارد تايكر أحد العاملين معه ما وصفه بأنه مذكرة "محرضة" أي بالغة الجرأة مناقدة لتفكير السائد والتى تخص اعتراض التقدم السوفييتي في إيران باقتراح تزويد إيران بالأسلحة الغربية الثقيلة. وكان الاقتراح محرضا إلى درجة أنه تقرر عرضه على وزيري الخارجية والدفاع شولتر وواينبرغر. شولتر قال بشان هدا الاقتراح " إنه جاء الوقت لإعادة تقييم السياسة الأمريكية في إيران الا انه اختلف معهم في نقطتين: الأولى، أن الخطر السوفييتي في إيران والمعارضة الداخلية مبالغ فيها، والثانية عارض بشدة تقديم السلاح الغربي إلى إيران، ولم يكن يعترض على "تصحيح" العلاقات مع إيران على أن يكون ثمن ذلك بيع السلاح لها. أما واينبرغر فقد قال لأحد العسكريين زهز الجنرال كولين باول: "إن هذه المذكرة تافهة إلى درجة لا تحتاج إلى تعليق". وعارض بشدة تسهيل بيع السلاح إلى إيران وتحدى فكرة الأمل بوجود أية عناصر "معتدلة" داخل إيران يمكن التوصل معها إلى صفقة ما دام نظام الخميني قائما. ولكن كيسي على العكس من ذلك كان يؤيد الاقتراح الاستفزازي "للحيلولة" دون إتاحة الفرصة أمام السوفيات للفوز بأية مكاسب في إيران وعدم التودد في القيام بأية محاولات للاتصال مع إيران في هدا الاطار تم في صيف 1985 وضع الأهداف الرئيسية للسياسة الأمريكية نحو إيران، أحدها إقامة "مبادرة استراتيجية" للفوز بإيران صديقة، ثانيهما "إطلاق سراح الرهائن بمساعدة إيران"، وكان من المفهوم أنه بشكل الاتصال مع إيران ضمان تزويدها بالسلاح سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. برزت فكرة استبدال الرهائن بالسلاح في صيف 1985، حيث بدأت أولى هذه العمليات في أوت وسبتمبر ببيع إسرائيل لإيران 508 من صواريخ "تاو" الأمريكية، هذه الصفقة لم تكن مباشرة بين إيران وإسرائيل .. صفقة اودع بشانها عدنان خاشقجي 5 ملايين دولار، في حساب سويسري حددته إسرائيل، حيث كان غورباتينار أعطى خاشقجي مكوكا مسجلة على حسابه في بنك "كريديه سويس" بعد الحصول على الأسلحة دفع الدكتور شاهابادي، رئيس مكتب مشتريات السلاح الإيرانية في أوروبا، ثمنها إلى غوربانيفان الذي عنذئد أخبر خاشقجي بصرف الصكوك المؤجلة، بعد