-الشيخ ڤسوم: لا يجب استعمال كلمة السلفية على وجه العموم - حجيمي: تكلّم مباشرة وكن جريئا في طرحك لمصطلح السلفية يبدو أن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، قد أعلن الحرب على ما سمّاهم بشيوخ السلفية المتشدّدين الذين قال إنهم ينشطون خارج المرجعية الدينية في البلاد، وهو ما اعتبره البغض أمرا غريبا كون كلمة "السلفية" ما هي إلا اتباع لما كان عليه الرسول عليه الصلاة و الصحابة والخلفاء الراشدون مع اختلاف مذاهبهم، وهو الأمر الذي نبذه بعض المشايخ والسلفية حين اعتبروا أن الاختلاف رحمة و كل واحد حق اتباع أي مذهب يراه صحيحا شريطة أن لا يتعدّى على المرجعية الدينية الوطنية. قال رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق ڤسوم في اتصال ب«البلاد"، إن وزير الشؤون الدينية كان قد تكلّم في منتدى جريدة ليبرتي الناطقة بالفرنسية، على عيّنات وفئات محدّدة تعاني منها المرجعية الدينية الجزائرية، كالبهائية والشيعية والوهابية، غير أن ما يعاب في القضية كما أشار إليه الشيخ ڤسّوم، هو إطلاق كلمة السلفية على فئة معيّنة وتخصيصها قائلا "إطلاق كلمة سلفية عموما فلا". وأشار الشيخ ڤسوم إلى أن مصطلح السلفية أخذ معنى آخر متعصّبا ومتطرّفا قائلا "نحترم كل المذاهب"، منوّها إلى أن وزير الشؤون الدينية اعتمد على لغة السياسي التي تتّسم بالإبهام للخروج من أزمة ما، فكان على الوزير اعتماد أسلوب واضح لتبيان رؤاه بتسمية الأمور بمسمّياتها، ورأى ڤسوم أن للوزير معطياته الخاصة التي يستقيها من الأئمة والجهات الأمنية حول هذه الفئات التي يقول عنها إنها متشدّدة، وإنه تكلّم فهو يقصد فئة معيّنة هو أدرى بها يقول المتحدّث. وفي نفس الشأن، قال جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة، إن مصطلح السلفية أصبح مصطلحا سياسيا فكريا أكثر منه دينيا، معيبا على الوزير استعماله لمصطلحات بصفة عامة، داعيا إياه إلى ضرورة توضيح الأمور وربط المصطلحات بمعطياتها قائلا "عليه أن يتكلّم مباشرة ويكون جريئا في طرحه وإذا يقصد حركة معيّنة يقول"، مشيرا إلى أن كلام الوزير بالسلفية هو في حق ما يسمّى بالمدرسة الفكرية الوهّابية، قائلا إن الوزير يتحاشى الكلام عنهم ويقول جماعة معيّنة مستخدما مصطلح السلفية الذي اعتبره حجيمي مصطلحا ينضوي تحته كل من هو على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والخلفاء الراشدون. وقال حجيمي إنّه حتّى مع الأئمة المتشدّدين الذين يتكلّم عنهم الوزير، يجب التعامل معهم بطريقة لائقة وذلك بنصحهم وهدايتهم وتبيان المرجعية الدينية الواجب اتباعها في البلاد، التي قال عنها إنها خط يتعاون فيه الجميع، وهو الأمر الذي سينقص الكثير من المشاكل، حسبه، وذلك لاجتناب تغذية الأخطاء في المساجد بتطبيق مفهوم المرجعية الدينية، لا بالتكلّم عن أئمة متطوّعين يعرفهم هو، قائلا في ذات السياق "لماذا يعطوهم تراخيص إذا رأوا فيهم ذلك لماذا لا يعتمدون على أئمة رسميين ويرتاح"، مضيفا بالقول "نحن ننتفض على قانون المفهوم العام ولا يجب تشويه موضوع السلفية".