العثور على جثة مقطوعة الرأس وعدد من الجرحى عرفت فرنسا أمس هجوما إرهابيا على مصنع للغاز بمنطقة "إيزر" جنوب شرق البلاد، أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدد آخر، في حصيلة أولية لوحدة مكافحة الإرهاب، حيث أجبر الهجوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي كان متواجدا ببروكسيل في مهمة عمل على العودة الى فرنسا، حيث أشرف على مجلس الدفاع الذي عقد على خلفية الهجوم، فيما تنقل وزير الداخلية بيرنارد كازنوف الى موقع الحادث لمعاينة الوضع، الى جانب وكيل الجمهورية، كما تم توقيف شخص يشتبه بتورطه في الاعتداء. أحدث الهجوم الإرهابي الذي طال مصنعا للغاز بفرنسا هلعا كبيرا وسط الفرنسيين، واستنفارا لدى الحكومة، حيث تمكنت عناصر إرهابية من اقتحام المصنع على متن سيارة رافعة رايات جهادية، حسب المعلومات التي قدمتها وحدة مكافحة الإرهاب بباريس، وقامت بتفجير قوارير الغاز مما أحدث دويا أثار هلعا كبيرا وسط سكان المنطقة. وكشفت قوات الأمن التي تنقلت الى عين المكان مباشرة بعد العملية، عن العثور على جثة مقطوعة الرأس قرب الموقع كانت معلقة على السياج ومحاطة برايتين عليهما كتابة باللغة العربية، الى جانب عدد من الجرحى في حصيلة أولية للهجوم. كما أعلنت أن المشتبه في تورطه في الهجوم معروف لدى جهاز الاستخبارات الفرنسية، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد هوية شركائه، وأفاد شهود عيان، بينهم صاحبة فندق يبعد عن المصنع ب 100 متر فقط، أنه في حدود التاسعة والنصف صباحا تم سماع دوي انفجار قوي أثار هلعا في أوساط الناس، و«كانت الرؤية غير واضحة بسبب الدخان المتصاعد، وظن الجميع أن الأمر يتعلق بتسرب مواد كيماوية من مصنع الغاز، لأنه لم نتوقع يوما أن يتمكن الإرهاب من تنفيذ هجوم هنا، لأن جميع الطرق المؤدية الى المصنع مغلقة من قبل قوات الأمن ومن الصعب الدخول، الجميع تحت الصدمة". وكشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، عن أن المشتبه به في تنفيذ الاعتداء الإرهابي على مصنع الغاز، يدعى ياسين صالحي البالغ من العمر 35 عاما، والذي ينحدر من المنطقة ذاتها، مشيرا إلى أن الاستخبارات رصدته بين 2006 و2008، كما أوضح أن صالحي "على علاقة بالتيار السلفي" لكن سجله القضائي فارغ. هولاند يقطع زيارته إلى بروكسيل ويشرف على مجلس الدفاع كشف الإعلام الفرنسي أن الرئيس فرانسوا هولاند الذي كان في زيارة عمل الى بروكسيل للمشاركة في المؤتمر الأوربي، اضطر الى قطع زيارته والعودة الى فرنسا منتصف نهار أمس، على خلفية الهجوم الإرهابي على مصنع إيزر، بعدما اجرى سلسلة من الاتصالات مع وزير الداخلية كازنوف ومسؤولين في الحكومة، كما اشرف على مجلس الدفاع الذي نظم امس لمناقشة تطور الأوضاع بحضور وزير الدفاع جان إيف لودريان، الذي ألغى هو الآخر زيارته التي كانت مبرمجة امس الى مصنع توربوميكا، وتعهد هولاند بالقضاء على الإرهاب وحماية الفرنسيين من أي خطر. تحذيرات من استمرار تسرب الغاز بعد الهجوم حذر خبراء من احتمال استمرار تسرب الغاز من مصنع إيزر بعد الهجوم، وأشاروا الى أن المصنع يعتمد على استخدام مواد خطيرة كالمواد المتفجرة والكيماوية، ما جعلهم يستنفرون للتأكد من هذه المسألة. تساؤلات حول مدى توفر الأمن في مصنع مصنف "سيفيزو" أثار الهجوم الإرهابي تساؤلات وعلامات استفهام حول مدى اهتمام المسؤولين بتوفير الأمن في موقع إستراتيجي وخطير مثل مصنع إيزر، يضم 18 ألف عامل، وبالنظر الى نشاطه، فإنه مصنف "سيفيزو" وهو التوجه الأوربي الرامي الى منع المخاطر عن المواقع الصناعية، حيث إن جميع المواقع الموجودة في هذا التصنيف، ملزمة بتدابير أمنية مشددة الى جانب التواصل مع السكان المحليين، حيث يتم الاعتماد على تقارير دورية توضح الإجراءات التي تتخذ في حال وجود أي خطر لمنع انعكاس ذلك على السكان والمحيط، الى جانب دراسات معمقة لتفادي الكوارث والنكبات، بينما أغفلت التقارير الأمنية الحديث عن الهجمات الإرهابية المحتملة، ما يفسر قدرة الإرهابيين على الوصول الى الموقع وتنفيذ العملية بنجاح. فالس يأمر بتأمين المواقع الرسمية والحساسة أمر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بتأمين فوري للمقرات الرسمية والمواقع الحساسة في فرنسا، حيث عرفت شوارع فرنسا استنفارا غير مسبوق من قبل عناصر الأمن، تحسبا لأي هجمات جديدة من قبل تنظيم "داعش". وفي هذا السياق، أمر الرئيس فرانسوا هولاند بمتابعة التحقيقات للكشف عن المتورطين، والمرجح أن يكون عددهما اثنين أو ثلاثة على أقصى تقدير، حيث تم توقيف واحد منهم وهو المدعو ياسين صالحي، فيما يجري البحث عن شركائه، بينما أحيل التحقيق الى القضاة المتخصصين في نيابة مكافحة الإرهاب في باريس.