معالم جزائرية يعتبر مسجد "سيدي الحلوي"، من المساجد ذات التاريخ الكبير في ولاية تلمسان إذ يعود تاريخه إلى آلاف السنيين ولا يزال شاهد على حضارة عريقة مرت ب"عاصمة الزيانيين". ويحيط بالبوابة الكبيرة للمدخل الرئيسي إفريز من الزليج مكون من أشكال نجمية ذات ثمان رؤوس يعلوها شريط لزخارف هندسية فوقها، كتب عليها تاريخ البناء واسم مؤسس المعلم، توجت الواجهة بسقيفة تحملها 13 حاملة إفريز ترتكز بدورها على شريط ابيغرافي كتب بالخط الكوفي، ويغطى السقيفة سطح من القرميد الأخضر يتخذ هذا الباب شكل بناء متقدم مستوحى من أبواب مسجد تينمل وهي ميزة نادرة لا نجدها في أي مسجد آخر سابق في الجزائر أو المغرب، يفتح الباب في محور المحراب ويؤدي إلى صحن مربع تحيط به أروقة تضم قاعة الصلاة المكونة من خمس بلاطات متوازية مع جدار القبلة وترتكز على ركائز وأعمدة وعلى غرار مسجد تينمل تتوقف صفوف الأقواس قبل بلوغ الأسكوب المحاذي لجدار القبلة، ما يعطي عند التقائه بالبلاط المحوري تصميما على شكل"T". عرف هذا التصميم بمسجد أبي دولف بسامراء في العراق وبجامع القيروان، حيث تستند أقواس البلاطات على أعمدة رخامية وبفضل تصميمه ومكونات واجهاته يشبه مسجد سيدي أبو مدين العباد قرب تلمسان "1338"، أما محراب المسجد ففيه كوة سداسية الأضلاع تغطيها قبة مثمنة ذات مقرنصات، يستوحي عناصره من المحارب الموحدية لتينمل والكتبية بمراكش، فالقبة ذات المقرنصات التي أصلها من إيران سبق استعمالها في المغرب بمسجد تنمل الذي بناه عبد المومن بن علي، أما التيجان التي تعلو أعمدة المحراب فتذكر بتلك الموجودة بمدينة الزهراء وبمسجد القرويين في فاس، التي تستوحي بدورها عناصرها من التاج المركب للفترة العتيقة.