يعتبر مسجد سيدي أبي مدين شعيب الواقع بمنطقة العباد،بأعالي مدينة تلمسان، من المساجد العتيقة والقديمة بمنطقة المغرب والعالم الإسلامي، حيث كان قبلة لأشهر العلماء منهم دفينه سيدي أبو مدين شعيب، العالم الرباني الذي هاجر من إشبيليا بالأندلس إلى بجاية، ثم استقر به المقام بتلمسان . بني هذا المسجد من طرف المرينيين تكريما للعالم أبي مدين شعيب، وقد بني ضريحه ثلاثين سنة قبل البنايات الأولى للقصر. ويعد المسجد من أهم منجزات الفن المغربي الأندلسي بالجزائر، ويتشكل المدخل الرئيسي له، كما هو الحال في جامعي قرطبة والقيروان، من باب كبير يؤدي إلى بهو مزين بألواح منقوشة بإتقان وتعلوه قبة مزركشة يتم الوصول إليها بواسطة درج شبيه بذلك الموجود بباب الشمس بطليطلة، وكسيت الأبواب الخشبية بالبرونز، وهي تؤدي إلى داخل صحن مستطيل تتوسطه نافورة ماء وتحيط بجنباته أروقة تتشكل إلى الجهتين الغربية والشرقية، امتدادا لبلاطات قاعة الصلاة التي يغطيها سقف مائل ذو تجويفات وزخارف هندسية مثل شبكات مسترسلة إلى ما لا نهاية من النجوم والأشكال المتقاطعة والوردية، الشيء الذي يوحي إلى القبة الزرقاء. وتتكون قاعة الصلاة من خمسة أماكن موازية لجدار القبلة وتنضم إلى ثلاث أعمدة وتتكئ على بلاط متعامد مع القبلة. وهذا التصميم يشبه الموجود بمسجد أبو دولف بسامراء في العراق منذ القرن التاسع عشر وبجامع القيروان، وهو ذو تصميم مربع يعلوه سقف ذو جناح مغطى بالقرميد الأخضر، ويضم صحنا مربع الزوايا يتوفر على سقيفة ترتكز على أعمدة خشبية وتقع بالقرب منه المدرسة الخلدونية التي خصصت لتدريس الفقه والتفسير والعلوم الدينية. ولا يزال المسجد يعتبر مزارا لكل الوفود القادمة من مختلف مناطق الوطن وخارجه، خاصة أثناء تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.