رئيس الاستخبارات الألمانية السابق: حان الوقت للحديث عن مرحلة ما بعد الأسد أكد رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة أمس، أن نظام بشار الأسد "استنزف وبدأ بمحاولة يائسة لرسم حدود دويلته في سبيل بقائه بالسلطة"، حيث عمل مع تنظيمات إرهابية لتسليمها مناطق في شمال وشرق سورية، فيما سلم مناطق أخرى إلى قوات إيرانية، بعد سحب آلياته الثقيلة من كافة المدن. وتراجع من المنطقة الجنوبية ليحصر نفسه في قوقعته بالعاصمة دمشق، والمنطقة الساحلية، فضلاً عن بعض المواقع في حماة وحمص. وبيّن خوجة في تصريح صحفي أن نظام الأسد يحاول إظهار تنظيم داعش الإرهابي كخيار بديل عنه في حال سقوطه، وذلك من أجل استخدامه كورقة ضغط سياسية، فيما تدعمه روسيا في هذا الأمر. وأوضح خوجة، أن تركيا كشفت مؤخراً اتفاقاً بين نظام الأسد وداعش لقتال الأخير الثوار في حلب بدلاً من قتال النظام، فيما أظهرت المعلومات عن اتفاق آخر بين النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي لتسليمه الحدود الشمالية بعد أن زوده بأسلحة ثقيلة. وأشار رئيس الائتلاف، إلى أن المرحلة الانتقالية يجب أن تضم كل أطياف المجتمع السوري وتضمن حقوق جميع مكوناته، لافتا إلى أن المجلس الوطني الكردي هو جزء رئيس من الائتلاف، موضحاً أن حزب الاتحاد الديمقراطي يعمل بمفرده ولا يمثل كل الأكراد في سورية. وأوضح خوجة أن نظام بشار الأسد يحاول جر المفاوضات من جنيف إلى موسكو من أجل إعطائها الشرعية، مضيفاً إن مباحثات موسكو الأخيرة باءت بالفشل نتيجة عدم مشاركة الائتلاف فيها، مؤكداً على أن الائتلاف لن يرضى بأي تعديل على بيان جنيف، وأن الحل السياسي في سورية يجب أن يستند إلى بيان جنيف وإلى القوانين الدولية ذات الصلة. وذكر الخوجة، إنه من خلال مشاهدات أربعة أشهر مضت لم نشهد أن جبهة النصرة تحاول السيطرة أو إدارة المنطقة بالقوة كما يفعل تنظيم داعش في مناطق سيطرته، وذلك نتيجة أن معظم الفصائل في إدلب تتبع سياسة مخالفة لتوجه النصرة، مضيفاً إن جبهة النصرة تنحصر قوتها في إدلب، ولا تملك في حلب أكثر من 300 مقاتل فقط، مؤكداً على أن الائتلاف ينظر إلى النصرة على أنها منظمة إرهابية طالما لم تفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، لكن القوى الثورية تضطر أحياناً للتحالف مع أطراف أخرى في مقاتلة نظام الأسد ضمن خطط تكتيكية ولا يوجد لها أي علاقة تربطها بالنصرةمن جهته أكد رئيس الاستخبارات الألمانية السابق أوغاست هانينغ، على هامش إطلاق "مشروع محاربة التطرف" (CEP) في القارة الأوروبية، أنه لا يرى "نهاية في الأفق للنزاع في سورية"، قائلاً إن الخطر الجهادي في أوروبا بدأ منذ عقود، وتحديداً خلال حرب أفغانستان في الثمانينات. ووصف هانينغ الأزمة السورية بأنها "المشكلة الأكبر، والدولة التي أعلنها تنظيم داعش هناك تجذب الكثير من الشباب، وهي دولة إلى حد ما، كون لديها ضرائب وضمان صحي وأنشطة اجتماعية".وعن فرص الحل في سورية، قال هانينغ: "ليس هناك حل في المدى القصير، على رغم أن نظام الأسد يضعف على الأرض، وهناك تردد أكبر من الجانب الروسي". وأضاف أن "الأسد لن ينتصر، إنما المشكلة ليست في ذلك، بل في مرحلة ما بعد الأسد، وما من أحد يعلم ما ستحمله تلك المرحلة". وقد أكد خبراء دوليون أن المرحلة المقبلة التي ستدخلها سوريا شديدة الحساسية واصفين إياها بالفاصلة.