شهدت نهاية الأسبوع تصعيدا للخلافات بين أطياف المعارضة السورية السياسية والعسكرية على حد السواء، إذ بينما اتهمت هيئة التنسيق الممثلة لمعارضة الداخل الائتلاف السوري المعارض بعرقلة إقامة مؤتمر جنيف نهاية الشهر الحالي، تجددت الاشتباكات بين عناصر جبهة النصرة الجهادية وجماعات كردية مسلحة في الشمال. وأشار رئيس المكتب الإعلامي لهيئة التنسيق، منذر خدام، إلى أن الائتلاف نجح في إقناع فرنسا بالضغط على سويسرا لرفض منح تأشيرات الدخول لوفود سورية معارضة من أجل المشاركة في المؤتمر المقرر في مدينة جنيف، على اعتبار أن المؤتمر الذي سعت معارضة الداخل لتنظيمه يتزامن مع المؤتمر الذي تحتضنه فرنسا بحضور الائتلاف المعارض وعدد من الدول الداعمة له. واعتبر منذر خدام أنه على الرغم من العراقيل للحيلولة دون انعقاد المؤتمر، إلا أن حوالي ثلاثين حزبا سوريا معارضا من الداخل أبدى موافقته على المشاركة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السورية المعارضة، مضيفا أن المؤتمر يسعى لمد جسور التواصل بين كافة أطياف المعارضة السورية لبعث حوار وطني يضع حدا لإراقة الدماء المتواصلة على مدار السنتين. وما زاد من الخلاف بين طرفي المعارضة السياسية السورية، اتهام هيئة التنسيق للائتلاف بالتخطيط لتنفيذ مشروع ديني في سوريا عقب الإطاحة بالنظام القائم، في إشارة مباشرة إلى سيطرة تنظيم الإخوان السوريين على الائتلاف، فيما أكد بيان لهيئة التنسيق أن مؤتمر جنيف سيضع أسس الدعوة لإقامة دولة سورية مدنية. في المقابل، جددت موسكو، على لسان ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده مقتنعة بأن الخطة التي تقدم بها الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من الأزمة قابلة لأن تكون الأرضية التي ينطلق منها كل الراغبين في إيجاد حل سلمي للحرب الدائرة، معتبرا أن شرط تنحي الأسد للقبول بمبدأ الحوار هو السبب الرئيس في إطالة عمر الأزمة. ميدانيا، أفادت تقارير لجان التنسيق المحلية باستمرار الطيران الحربي النظامي في قصف مناطق من ريف دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المعارضة وقوات الجيش النظامي في العديد من المناطق، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة جبهة النصرة الجهادية تواصل تحقيق تقدم ميداني في العديد من مناطق التوتر عبر المحافظات السورية.