دعت وزيرة الدفاع بإسبانيا، كارما تشاكون، إلى اعتماد ''حوار سلس وتعاون وثيق'' مع البلدان الإفريقية المطلة على البحر المتوسط، لمواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل من قبل تنظيم ما يسمى ب ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وتوحي تصريحات المسؤولة الاسبانية، بأن الحوار والتعاون الذي ترغب فيه الدول الأوربية وبخاصة فرنسا واسبانيا من اجل محاربة القاعدة في الساحل الإفريقي. هو إشراك الجزائر التي ما زالت متمسكة بموقفها ''الثابت'' في هذا الإطار، بعدما عبرت في أكثر من مناسبة عن رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي، بعدما دافعت الجزائر ب ''استماتة'' عن ضرورة أن تكون دول الجوار المسؤولة الوحيدة عن أي مبادرة من شأنها مكافحة الإرهاب في المنطقة. وأشارت الوزيرة إلى أن اعتماد إستراتيجية أوروبية عاجلة بداية سنة 2011 بالتنسيق مع بعض دول المنطقة، كفيلة بحماية الساحل الإفريقي من خطر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حتى في غياب دولة فاعلة في المنطقة بحجم الجزائر. وترى المتحدثة خلال افتتاح الملتقى الدولي التاسع للأمن والدفاع بحوض البحر الأبيض المتوسط ببرشلونة، بحضور خبراء مدنيين وعسكريين في مجال الأمن والدفاع وممثلين حكوميين وغير حكوميين في العديد من بلدان حوض المتوسط غابت عنه الجزائر، أن هذا الحوار من شأنه حماية هذه الدول من الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو الأمر الذي يفسر بكون إسبانيا كانت تقصد الجزائر وبشكل أقل المغرب التي ترفض الجزائر إشراكها في إطار مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، لاعتبارات سياسية واستراتيجية وأهمها أن الرباط لا تملك حدودا مع الدول التي تلتقي في حوض الساحل الإفريقي ومنها موريتانيا ومالي والنيجر والصحراء الغربية، إضافة إلى الجزائر. في سياق متصل.وعدت دول الاتحاد الأوروبي بمساعدة ودعم دول الساحل على صعيد التنمية والإدارة والأمن التي تشهد تهديدا من طرف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن إيفاد خبراء لتحسين آلية عمل الإدارات المحلية والنظام القضائي وعلى المدى الأبعد، إرسال بعثات من المدربين للمساعدة في تدريب عناصر الجمارك أو قوات الشرطة في الدول المعنية.