توقع العديد من الخبراء والمراقبين حول العالم أن تشهد أسعار النفط مزيدا من الهبوط الذي يشبه الانهيار خلال الأسابيع والشهور المقبلة وتوقع تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن تسجل أسعار النفط أسوأ انهيار منذ 45 عاما، فيما ذهب تقرير لمظظوقع "ميدل إيست آي" البريطاني في نفس المنحى، مؤكدا أن أسعار النفط ستشهد انزلاقا خلال فترة تتراوح ما بين ستة شهور وعامين من الآن، بعد أن يكون النفط الإيراني قد بدأ التدفق في الأسواق، لتواصل بذلك أسعار النفط هبوطها الذي بدأته أواخر العام الماضي من المستويات المرتفعة التي كانت عندها فوق ال110 دولارات. وسجلت أسعار النفط، خلال الأسبوع الماضي، هبوطا حادا بسبب الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران، الذي تزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي بسبب اعتزام الإدارة الأمريكية رفع أسعار الفائدة على العملة الخضراء، على أن الخام الأمريكي أنهى تداولات الأسبوع مساء الجمعة متراجعا عن مستوى 48 دولارا للبرميل، فيما أغلق خام برنت عند مستوى 54.52 دولار للبرميل، لتكون أسعار النفط قد فقدت نحو 5 % خلال أسبوع واحد فقط. ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن روبرت هيرش، المستشار الأمريكي السابق في مجال الطاقة، قوله في تقرير له عام 2005 (أي خلال ذروة الطفرة النفطية)، إن العالم سوف يشهد "صدمة نفطية بحلول العام 2017"، وهي الصدمة التي قال "إنها ستكون مصحوبة بانهيار في الأسواق ونسب التضخم، وارتفاع في نسب البطالة بالعالم". وأشار هيرش في ذلك الحين إلى أن البنتاغون يتفق معه في الخطر الذي يواجه الأسواق وأسعار النفط العالمية. ومع تهاوي أسعار النفط العالمية منذ بداية العام الحالي، فإن العشرات من مشروعات الطاقة المكلفة حسب "ميدل إيست آي" قد توقفت، إضافة إلى العشرات من الاستثمارات الكبرى التي لم تعد مجدية. كما يأتي التحليل الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" للمحلل الدكتور نافيز أحمد، متوافقا مع تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء مؤخرا، ويفيد بأن أسعار النفط قد تسجل أسوأ انهيار لها منذ 45 عاما في حال واصلت الهبوط خلال الفترة المقبلة. وتوقع تقرير "بلومبرغ" أن تعود أسعار النفط إلى المستويات المتدنية التي كانت عليها قبل عقدين من الزمن بسبب الانهيار المتواصل في الأسعار، وبسبب عدم رغبة الدول المنتجة خفض إنتاجها من البرنت الخام.