هوت أسعار خام برنت إلى 45 دولارا للبرميل، صباح أمس، وهو أقل مستوى لها منذ ست سنوات، لتتسارع خطى هبوط مضت عليه بضعة أشهر بعد أن خفض بنك غولدمان ساكس الأمريكي توقعاته للسعر، ولم تبد أي علامة على أن المنتجين الخليجيين سيخفضون الإنتاج لتقليص تخمة المعروض. وكان سعر عقود نفط برنت تسليم فبراير 2،36 دولار قد هبط الإثنين إلى 47،75 دولار للبرميل بحلول الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش، بعد أن هوى في وقت سابق من التعاملات إلى 47،16 دولار أدنى مستوى له منذ أفريل 2009. ومن جهته، انخفض سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف 2،07 دولار إلى 46،30 دولار للبرميل، بعد أن هوى في وقت سابق من التعاملات إلى 45،90 دولار قريبا من أدنى مستوى له في ستة أعوام. وقال جيفري كوري، محلل النفط في غولدمان ساكس، إن انهيار الأسعار خلال الستة أشهر الأخيرة سيقود إلى توازن في السوق في نهاية المطاف. وانخفضت الأسعار نحو 60 بالمائة إلى أقل من 50 دولارا للبرميل، لكنه توقع أن الأسعار قد تنزل أكثر على المدى القصير وقد تهبط إلى أواخر الثلاثينات قبل أن تتعافى السوق. وقال البنك، أمس الأول، إنه خفض السعر المتوقع لخام غرب تكساس الوسيط في عام 2015 إلى 47،15 دولار للبرميل من 73،75 دولار والسعر المتوقع لعام 2016 إلى 65 دولارا للبرميل من 80 دولارا. وقال في مذكرة بتاريخ 11 من جانفي إن السعر المتوقع لخام برنت في 2015 أصبح 50،40 دولار للبرميل بدلا من 83،75 دولار، وإنه خفض توقعه لعام 2016 إلى 70 دولارا للبرميل من 90 دولارا. وقال غولدمان ساكس في تقريره إنه على الرغم من تناقص الاستثمارات في النفط الصخري الأمريكي، وهو المحرك الرئيسي لتخمة المعروض الحالية، فإن تراجع الإنتاج سيستغرق وقتا أطول. وقال طارق ظاهر، من مؤسسة تايش كابيتال أدفايزرز، إنه من الصعب التنبؤ بقاع معين للأسعار لأنها تتغير بسرعة كبيرة. وأكد ظاهر ”أرى أننا سنشهد مستوى 40 دولارا في الأجل القريب، لكن كل شئ فيما يبدو يحدث بسرعة أكبر مما كان متوقعا”. وأوضح وولتر زيمرمان، من مؤسسة يونايتد - إيكاب، أن التغيرات الحادة للسوق في الأشهر القليلة الماضية تجعل من المستحيل التنبؤ بمتوسط للسعر خلال العام. غير أن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تقول إنها لن تساند دعم الأسعار بخفض الإنتاج، وتجاهلت نداءات من أعضاء صغار في المنظمة، منهم فنزويلا، لمواجهة تراجع أسعار النفط في اجتماع أوبك في نوفمبر. ويوم السبت وعدت إيران بمساعدة فنزويلا في إيقاف هبوط أسعار النفط. ومن جهته، قال وزير النفط الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، أمس، أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لن تغير إستراتيجيتها لإنتاج النفط، مستبعدا حدوث أي انتعاش مفاجئ في الأسعار. وجاء حديث الوزير خلال مؤتمر لصناعة الطاقة في أبو ظبي، في الوقت الذي هوى سعر خام البرنت إلى حوالي 46 دولارا للبرميل، مقتربا من أقل سعر في نحو ست سنوات إثر انحداره خمسة بالمائة أمس الاثنين. وأفاد المزروعي أن ”الإستراتيجية لن تتغير...”، مضيفا أن عدم تغيير الإنتاج ”يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية وأن عليهم الاقتداء بأوبك في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو”.