أعلنت مصادر إسبانية أن تشغيل أن أنبوب الغاز الجديد الرابط بين الجزائروإسبانيا مباشرة حدد في فيفري القادم بعد عدة تأجيلات لم شاكل تقنية وخلافات حول المشروع بين مدريدوالجزائر. ونقل عن دومينيك روبروليس رئيس مجمع ''سيسيبا'' الإسباني الشريك في مجمع ''مادغاز''، أن تشغيل الأنبوب سيباشر في فيفري المقبل، موضحا في تصريح صحفي على هامش تدشين مصفاة جديدة أن الأنبوب المقرر أن ينقل 8 ملايير متر مكعب سنويا إلى إسبانيا لن يشغل بطاقته المتفق عليها، وأوضح أن قدراته سترفع تدريجيا. ووفق الصحيفة الإسبانية التي استندت إلى تصريح وزير الصناعة الإسباني فإن سوناطراك وشركاءها في مجمع ''مادغاز'' باشروا مفاوضات جديدة لإعادة توزيع حصة كل منها. ويعد ''مادغاز'' أول خط أنابيب يربط بصورة مباشرة الجزائر التي تعتبر أكبر منتج للغاز في إفريقيا وبين القارة الأوروبية. ويساهم خط أنابيب الغاز، الذي يربط ساحل ألميريا (إسبانيا) بساحل بني صاف، ويبلغ طوله 210 كلم وسعته 8 مليار متر مكعب، في تنويع مصادر إمدادات الغاز لأوروبا وتقليل الاعتماد على روسيا في هذا الشأن. وبلغت تكلفة المشروع 900 مليون أورو، وتتضمن قائمة المساهمين فيه ''سوناطراك'' بنسبة 36 و''سيسبا'' و''إيبردرولا'' الإسبانيتين بنسبة 20لكل منهما والفرنسية ''غاز دي فرانس-سويز'' (%12) والإسبانية ''انديسا'' .(%12) وتضغط شركة ''غاز ناتورال'' التابعة للحكومة للحصول على مقعد في ''مادغاز'' لكن الشركات الأخرى رفضت ذلك. ومعلوم أن أشغال الأنبوب اكتملت في مارس 2009 وكان مقررا أن ينطلق تزويد السوق الإسبانية في سبتمبر 2009 لكن تدهور العلاقات بين سوناطراك و''غاز ناترال'' حول تسعيرة الغاز والخلافات السياسية بين البلدين وكذا تراجع الطلب على الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية في مرحلة الأزمة الاقتصادية الدولية أدى إلى هذه التأجيلات المتكررة بشكل أثار الشكوك حول جدواه، في ظل الجو العدائي المشحون على سوناطراك في الأوساط الإسبانية التي ترى في أن ربط البلدين بأنبوب جديد يضع الجزائر في وضع المهيمن على السوق الإسبانية. وكتبت جريدة ''لفنغورديا'' قبل أسابيع في مقال بعنوان 'الجزائر تعزز من موقعها في خريطة الطاقة الإسبانية بفضل مادغاز'' أن تشييد الأنبوب الجديد سيجعل إسبانيا حبيسة طاقة الجزائر من ناحية الأسعار وكذلك التزود بهذه المادة. وترى أن سيطرة الجزائر على 17 مليار متر مكعب من احتياجات إسبانيا من الغاز يشكل احتكارا حقيقيا. وهناك معاهد ومؤسسات إسبانية تحذّر من هذا الوضع الجديد، أي الارتهان للغاز الجزائري. وكان معهد ''ريال إلكانو'' للدراسات الإستراتيجية التابع للحكومة الإسبانية قد أنجز تقارير يؤكد فيها أن إسبانيا لا تجمعها علاقات مستقرة مع دول المغرب العربي وخاصة المغرب والجزائر، ولهذا لا يجب أن تربط احتياجاتها من الغاز والبترول بالجزائر. وتتلقى إسبانيا عبر أنبوب آخر جرى تشييده في التسعينيات وينطلق من الجزائر عبر المغرب ثم إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، تسعة مليارات متر مكعب من الغاز، وبهذا يكون مجموع ما ستستورده إسبانيا من الجزائر في المستقبل القريب 17 مليار متر مكعب من الغاز، أي ما يشكل 40 من مجموع احتياجات إسبانيا من الغاز. لكن مصادر حيادية ترى في الأنبوب الثاني تعزيزا للاعتماد المتبادل بين البلدين وخصوصا في ظل اعتماد الجزائر على الصادرات الطاقوية.