أفاد بيان لوزارة الطاقة والمناجم، أن المحادثات التي جرت بين المسؤول الأول عن القطاع، يوسف يوسفي، والوزير الاسباني للصناعة والسياحة والتجارة ميغال سيباستيان، بمقر الوزارة أول أمس، قد تناولت عدة ملفات عالقة بين الجزائرومدريد في مجال الطاقة. وفي هذا الشأن، أكد مصدر من الوزارة لموقع ''كل شيء عن الجزائر''، أن المحادثات تمحورت حول أنبوب الغاز ''ميدغاز''، الذي يربط بني صاف وألميريا في إسبانيا، وسعر الغاز المصدر إلى اسبانيا، كما تناقشا الطرفان في قرار محكمة التحكيم الدولية بباريس، الذي انتهى لصالح سوناطراك في نزاعها مع المجمع الاسباني ''غاز ناتورال''. وحسب ذات المصدر، فإن الجزائر اشترطت على مدريد الاستعجال في عملية تعويض سوناطراك قبل تشغيل أنبوب ''ميدغاز''، على الرغم من أن الجزائر باشرت مؤخرا في وضع الغاز على مستوى الأنبوب، وهذا لوضع حد للمشكل المتعلق بسعر الغاز الذي سيباع لاسبانيا عبر نفس الأنبوب. يجدر التذكير، بأن شركة ''سوناطراك'' كانت قد كسبت القضية أمام زبونها الرئيسي ''غاز ناتورال''، بعد معركة قضائية دامت 3 سنوات، وكانت محكمة التحكيم الدولية قد بتت في القضية في ال 16 أوت الماضي، وحكمت لصالح مجمع ''سوناطراك'' لرفع سعر الغاز الذي تبيعه للمجمع الإسباني ''عبر غاز دوك مغرب'' بنسبة 20 بالمئة، لتفادي خسارة المجمع الجزائري مبلغ 600 مليون دولار سنويا، وهو ما لم تقبله الشركة الاسبانية، كما يستلزم على المجمع الاسباني دفع حوالي 97ر1 مليار دولار بأثر رجعي، للشركة الجزائرية، بعد قرار التحكيم الدولي. وأشارت الشركة في وقت لاحق إلى أن قرار المحكمة الدولية غير عادل وغير متناسب وبعيد عن الظروف الحقيقية للسوق، وفي أول رد لها على قرار مجلس التحكيم الدولي، أوضحت أنها بصدد دراسة وتحليل القرار القضائي قبل مباشرة الخطوات التي يتعين فعلها للدفاع عن حقوقها، وستلجأ إلى الطعن في حكم المحكمة الدولية في سويسرا. وأضاف بيان الوزارة أن اللقاء الثاني بين الوزيرين في أقل من شهرين ''7 سبتمبر الجاري''، قد تناول وضع علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجال الطاقة وآفاق تعزيزها، وتطرق الطرفان إلى عدة ملفات عالقة بين الجزائرومدريد في مجال الطاقة. وحسب بعض الملاحظين فإن زيارة سيبستيان تأتي امتدادا لهذه المفاوضات التي باشرها الطرفان، خاصة مع بقاء النزاعين التجاريين الذي يعترض شركتي الطاقة لكلا البلدين، على الرغم من العلاقات المتينة في المجال التي تربط الجزائرومدريد.