قدم المسرح الجهوي لمدينة العلمة عرضا مسرحيا بعنوان "حرب السموط" من تأليف عبد الرزاق قوادري وإخراج الدكتور أبو خليفة الحبيب، وذلك في إطار البرنامج الثقافي الذي ينظمه الركح السطايفي هذا الأسبوع. وتميز العرض الأول للمسرحية بحضور عائلي كثيف عكس تطلعات المهتمين ب"الفن الرابع" والمولعين به والذين وجدوا فيه ملاذا ثقافيا ومتنفسا ترك لديهم الكثير من الانطباعات الجيدة، خصوصا أن العرض تزامن مع فترة العطلة والتي يستغلها الكثير لحضور هذا النوع من الأنشطة. والعمل المسرحي جسدته مجموعة من الممثلين بطريقة تراجيدية ممزوجة بالكثير من المواقف التي تعبر عن الواقع، حيث تدور أحداث المسرحية حول رياض، الشاب الجزائري الطموح الذي يقبل على نيل شهادة دراسات عليا في الأدب العربي. ويطلب منه أساتذته وكموضوع لمذكرته دراسة حول المعلقات الشعرية للشعراء الجاهليين. وهي مسألة لطالما دار حولها الجدل والتساؤل، حيث تُرفض مذكرته، مما كان سببا في تعرضه لأزمة حادة، وانعزل على إثرها بغرفته لأيام عدة، ينقطع فيها عن العالم الخارجي المليء بجاهليته، لتجول به أفكاره إلى ذلك العصر الجاهلي المليء بالازدهار والرخاء الأدبي. ويغتنم رياض فرصة استقباله للشعراء الجاهليين والذين وعدو بحضور جلسة عكاظ لهذه السنة، فيسعى بكل جوارحه ليشارك بإلياذة الجزائر لمفدي زكريا شاعر الثورة، أمنية منه أن تكتب أبيات شاعرنا بماء الذهب، ولتعلق بعدها على ستائر الكعبة، فيصبح مفدي زكريا من أصحاب المعلقات الشعرية. وهذه المسرحية محاكاة لومضات حياتية تأملية، بين مكتسبات الماضي وتأثيرها على الحاضر وتدارك للمستقبل، ومكانة الأديب والشاعر والمثقف بصفة عامة في التأثير والاعتماد على أفكاره وتحاليله لبناء صرح حضاري لا يزول.