قدم برنامج "صدى الأقلام" في عدده الخامس لهذه السنة، مناقشة حول مسرحية للكاتب "عبد الرزاق هباز" في أول عمل مسرحي له والتي تحمل عنوان "رياض في عكاظ"، حاول الكاتب من خلالها استحضار شعراء العصر الجاهلي وأصحاب المعلقات. وتدور أحداث المسرحية حول شاب جامعي يدعى "رياض" المقبل على نيل شهادة الليسانس في الأدب، فيختار لذلك موضوعا لمذكرته حول شعراء المعلقات وهو الموضوع الذي لازال يعرف جدلا كبيرا بين الأدباء حول عددها وأصحابها وإشكالية إن كانت علقت على ستائر الكعبة أم لم تعلق. وبعد الانتهاء منها وعرضها على لجنة التحكيم يفاجأ رياض برفض مذكرته، وهو الأمر الذي دفعه الى الدخول في أزمة نفسية جعلته يعتزل العالم الخارجي. وفي انتقال مفاجئ للأحداث يجد البطل نفسه وهو منفرد في غرفته أمام ثلاثة أشخاص بلباس عربي يحملون السيوف يهددونه بالقتل، وبعد حديث مطول معهم اكتشف أنهم من شعراء العصر الجاهلي لم يذكرهم في مذكرته، ويتعلق الأمر بالنابغة الذبياني، عبيد والأعشى وذلك لاعتماده على مراجع نقلت عن الراوية حماد أنهم سبعة شعراء فقط وقد كان يظن هؤلاء الشعراء أن رياض هو نفسه حماد الراوي الذي عاش بين العصرين الأموي والعباسي وكان يحفظ أكثر من 27 ألف قصيدة من بينها المعلقات حرصا منه على الحفاظ على هذا الإرث الأدبي. وعند التأكد من شخصيته يتلقى رياض عرضا من الثلاثة حول تسليم الراوية إليهم للسماح له بحضور إحدى لقاءات سوق عكاظ للتأكد بنفسه من الأسماء الكاملة لأصحاب المعلقات. من جهة أخرى يحضر الى غرفته الراوية حماد الذي يعجب به رياض نظرا لموسوعيته في الأدب والشعر، فيطلب منه المشاركة في سوق عكاظ بتقديمه لديوان الشاعر الجزائري مفدي زكريا والذي يحمل عنوان "المصير" لينال العفو من الشعراء الثلاثة. من جهة أخرى فإنه على الرغم من أن عبد الرزاق هباز حاول إقناع الحاضرين بأن مضمون مسرحيته يعكس الواقع الذي نعيشه حاليا من خلال استعادة العالم لملامح العصر الجاهلي، وهو ما يتضح حسبه من خلال الحروب والأزمات التي تعرفها البشرية. كما أن الكاتب اعتمد بشكل كبير على المادة التاريخية بتعرضه الى أدق التفاصيل المتعلقة بشعراء العصر الجاهلي مع تجاهل الاهتمام بالبناء الدرامي للمسرحية بوجود عقدة تتوصل الى إيجاد حل هذا، الى جانب عجز الكاتب عن تمكين الحاضرين من التوصل الى ربط بين الأحداث والهدف من اختيار الموضوع وعدم القدرة على إسقاطه على الواقع الذي يعرفه العالم.