اختتام جولة الحوار الليبي بجنيف بعد يومين من المباحثات نفذ مسلحو تنظيم "داعش" عملية تصفية جسدية ل 22 جريحًا، كانوا يتلقون العلاج في المركز الصحي في الحي رقم 3 في مدينة سرت. ووفق مصادر محلية، فإن عناصر التنظيم اقتحموا المركز وأجروا عمليات تفتيش ثم قتلوا 22 جريحًا ومثلوا بجثثهم، قبل أن يحرقوا المركز. وبذلك يبلغ عدد قتلى المواجهات بين شباب الحي و"داعش" 57 قتيلاً أغلبهم من أبناء قبيلة الفرجان. ويخشى أهالي سرت خاصة سكان الحي رقم 3 الذين أجبروا على النزوح من الحي أن ينفذ تنظيم "داعش" عملية إعدام جماعية في حق العشرات من الشباب وغالبيتهم من أبناء قبيلة الفرجان الذين اعتقلهم خلال المواجهات المسلحة التي دارت طوال الأيام الثلاثة الماضية بين شباب الحي وقوات التنظيم. وقال أحد السكان -تحفظ على ذكر اسمه- إنه لا يعرف حتى الآن عدد المفقودين من سكان الحي، وأنه لا يستبعد أن يكون بينهم نساء رفضن مغادرة بيوتهن بعد دخول داعش الحي والسيطرة عليه. وأضاف المصدر ذاته أن إمام داعش حسن الكرامي وهو من هدد كل من يقف في وجه التنظيم بالموت دخل جامع قرطبة الذي كان يسيطر عليه السلفيون وأم أتباعه خلال صلاة الجمعة، ولا يستبعد أن يصدر أحكامًا بالإعدام على عدد من شباب الحي الثالث. ووجه عضو المجلس البلدي سرت، إبراهيم مليطان، نداء استغاثة إلى الدولة و"كل الليبيين الشرفاء شرق وغرب وجنوب البلاد لإنقاذ شيوخ ونساء وأطفال سرت من الإرهاب". وقال مليطان الذي اضطر إلى ترك المدينة بعد سيطرة تنظيم "داعش" عليها "إن سرت تنتهك على مرئى ومسمع الجميع منذ أربع سنوات"، محملاً "مجموعة من سجناء بوسليم المتطرفين من أبناء سرت" سبب ما يحدث للمدينة، بعد استعانتهم بعناصر أجنبية متطرفة، وفق قوله. وأضاف مليطان أن قوة درع سرت الوسطى متواجدة الآن على تخوم المدينة، ولكنها لا تستطيع المجازفة بانتظار وصول الدعم إليها، مؤكدًا معلومات تفيد أن داعش سينفذ حكم الإعدام اليوم في عشرات الشباب من المنطقة السكنية الثالثة بساحة جامع قرطبة، وأن بعض الأهالي شاهدوا سيارة شحن كبيرة محملة بشباب يرتدون ملابس برتقالية وهي ملابس الإعدام المعروفة جوار ساحة جامع قرطبة، داعيًا إلى إنقاذ هؤلاء الشباب. من ناحية أخرى، اختتمت الجولة الأخيرة من الحوار السياسي الليبي بعد يومين من المباحثات في مقر الأممالمتحدة في جنيف. وترأس المباحثات الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون. وانعقدت المباحثات في أجواء إيجابية، حيث أكدت الأطراف المختلفة على ضرورة وضع المصالح الضيقة جانباً وإعلاء المصالح الوطنية الليبية. وكررت الأطراف إيمانها الراسخ بأنه لا يمكن أن يوجد بديل للسلام في ليبيا خارج إطار عملية الحوار هذه التي تضع الأسس لتسوية سياسية شاملة يتم تحقيقها من خلال التوافق. وشرح الممثل الخاص ليون للأطراف كيف ستتم المباشرة في بحث ومناقشة ملاحق الاتفاق السياسي الليبي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأعربت الأطراف عن تفاؤلها بوصول عملية الحوار إلى مراحلها الأخيرة. وفي هذا الصدد، أشارت الأطراف إلى أن مشاركة عدد من قادة الأحزاب السياسية في جزء من المشاورات تعد خطوة إيجابية نحو تمكين التقاء مسارات الحوار المختلفة، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين إضافة إلى البلديات. كما اعتبروا أنها ذات أهمية حيوية لتمكين ممثلين من جميع فئات الشعب الليبي من العمل سوية بشكل مشترك بغية تسريع التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في ليبيا، علاوة على ضمان الحصول على تأييد أوسع من الشعب الليبي لهذه التسوية.