تؤكد شخصيات مقربة من الحكومة اتصلت بها "البلاد"، أن إقدام مدني مزراق على الإعلان عن تأسيس حزب سياسي أمر لا علاقة له بأي ضوء أخضر يكون قد تلقاه بشكل رسمي ، و أن أجندة الحكومة أو السلطة عموما لا تتحمل المزيد من المتاعب يقول مصدر مقرب من قيادة الأرندي ، موضحا أن مدني لم يتلقى أي ضمانات بشأن إعلانه تأسيس حزب سياسي . و أعلن القائد السابق للجناح المسلح لجهة الإنقاذ المحلة مدني مزراق عن تأسيس حزب سياسي يجمع شتات أنصار المصالحة الوطنية في الجزائر ، و قال مزراق في تصريحات نقلتها أمس تقارير صحفية ، إن الحزب الجديد سيمر بثلاث مراحل أساسي تستهدف جمع الجزائريين من حوله بعد إقناعه بأهمية مشروع المصالحة الوطنية ، وأن سنة واحدة كافية لقطع المراحل الثلاثة التي تؤدي إلى الإعلان النهائي عن تشكل الحزب الجديد و أثار خبر تأسيس مسلحو "الجيش الإسلامي للإنقاذ " المحل حزب سياسي ، ردود أفعال مستغربة لتوقيت الإعلان الذي أعقب الجامعة الصيفية التي أقامها عناصر التنظيم المسلح المحل في جبال مدينة مستغانم الساحلية ،و لصمت السلطات عن هذا التطور في الساحة السياسية ، صمت يثير الكثير من التساؤلات عن الموقف الحقيقي للسلطة من خطوة الحليف مدني مزراق الذي سبق و أن حظي باستقبال الكبار من طرف مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحي قبل أشهر قليلة . وفيما كانت تسريبات أشارت إلى احتمال عودة الزعيم السابق للفيس المحلي عباسي مدني من منفاه الاختياري بالعاصمة القطرية الدوحة، والإعلان عن تأسيس حزب سياسي مطلع سبتمبر ، فإن ذات المصادر ربطت هذه العودة بصفقة تفاهمات تكون قد تمت مع مدني مزراق بشأن دعم قطاع واسع من الإسلاميين المحسوبين على جبهة الإنقاذ المحلة لمشروع التعديلات الدستورية المرتقب أن تكشف عنها السلطة ، وأن يتم انخراط هذا الفصيل في المسار السياسي المعلن من طرف السلطة ، أو ذلك الذي ترغب في أن تسلكه ضمن سلة من التفاهمات تكون قد طالت أيضا حركة حمس من خلال اللقاء الذي جرى بين أحمد أويحي و زعيم الإخوان عبد الرزاق مقري. لكن هذه الخطوات وبحسب ما أكدته مصادر موثوقة ل"البلاد" ، لا علاقة لها بأي تفاهمات رسمية أو إشارات سياسية مؤكدة من الحكومة لصالح مدني مزراق ، بل أن قرار القائد السابق لجيش الإنقاذ الجناح العسكري للفيس المحل جاء من جانب واحد فقط ، إذ أن مبادرته السياسية من شأنها أن تلقى الرفض من قبل وزارة الداخلية حيث لم تشر قوانين ميثاق المصالحة تقول مصادرنا صراحة إلى أي ترخيص للتائبين بإنشاء جمعيات أو أحزاب سياسية ، ومن الواضح أن مد\ني مزراق يسعى للضغط على السلطة باستغلال بعض الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد بغرض الحصول على تنازلات ليست بيد السلطة نفسها ، بل تخص المجموعة الوطنية تقول مصادرنا.