عاد من جديد أعوان الحرس البلدي الذين كانوا يشرفون خلال العشرية السوداء على حراسة مستودع زيوت الأسكاريل بالمنطقة المسماة نيلي جنوبالأغواط، إلى الاحتجاج للمطالبة بإيصال ندائهم إلى أعلى الجهات المسؤولة من أجل تعويضهم عن سنوات البؤس والمرض وحرمانهم من أدنى الحقوق الإجتماعية والمهنية، خاصة بعدما تبخرت آمالهم في وعود الوالي السابق التي لم تأت بأي جديد يذكر لانتشالهم من المعاناة الطويلة. وتحدث البعض ل"البلاد" بمرارة شديدة عن معاناتهم المتواصلة مع أعراض المرض الفتاك الذي ينحر أجسادهم مشيرين إلى أن ذنبهم الوحيد آنذاك كان حماية العباد من سموم الزيوت السامة، ليجدوا أنفسهم اليوم يتخبطون بين مخالب العوز والمرض، ولاحياة لمن تنادي، للتكفل بمطالبهم المطروحة، سوى مناشدة الوالي الجديد للولاية، النظر في هذه المسألة الهامة ومحاولة الوقوف إلى جانبهم لتبليغ انشغالاتهم إلى الحكومة، على امل الالتفات إليهم وإنصافهم بالشكل الذي يعيد لهم كرامتهم على حد تعبير أحدهم الذي أنهكه المرض وكثرة التكاليف. ومن أهم مطالب هؤلاء التكفل بعائلات الضحايا لاسيما الذين فقدوا حياتهم وعددهم عشرة من أعوان الحراس البلدي، إلى جانب إعادة رواتب المشطوبين وتحديد منحة الخطر وصرفها، والاعتراف بمجهودات الحرس البلدي خلال تلك الفترة العصيبة التي حملوا فيها السلاح وسهروا الليالي لحماية مستنقع المواد الكيماوية السامة من التسرب واستغلاله فيما يعود بالسلب على حياة المواطنين.