كشف مصدر موثوق ل«البلاد" أن الوزير الأول عبد المالك سلال قد استقبل بمكتبه بداية هذا الأسبوع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني. ورغم أن المصدر لم يكشف ل«البلاد" طبيعة المواضيع التي تطرق إليها الرجلان، إلا أنه رجح أن يكون سلال وسعداني، قد تحدثا عن موضوع اجتماع اللجنة المركزية، الذي كان مبرمجا عقده بتاريخ 17 و18 من هذا الشهر، قبل أن يتم تأجيله إلى موعد لاحق على الأغلب سيكون في بداية شهر أكتوبر طبعا إن عقد هذا الاجتماع. ولم يستبعد مصدر "البلاد" أن يكون عبد المالك سلال والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، قد تطرقا إلى نقطة أخرى هامة في اللقاء الذي دام أكثر من ساعة، وهي طلب رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق من وزراء الحزب ال14 في الحكومة كي يقوموا بزيارة محافظات الأفلان المتواجدة بالمدن والولايات. وكان عمار سعداني قد طلب من وزراء الحزب برمجة لقاءات مع المناضلين المحليين بمقر محافظات الحزب بعد الانتهاء من أداء زيارتهم الميدانية إلى الولايات التي تخص قطاعاتهم الوزارية، ما يعني أن وزراء سلال سيجدون أنفسهم بعد الانتهاء من مهامهم الوزارية خلال زياراتهم الميدانية للولايات مجبرين وفق طلب سعداني على لقاء قواعد الحزب بالولايات. ويرى مراقبون أن الأسباب التي جعلت سعداني يتخذ هذا القرار هو أن العديد من هؤلاء الوزراء يحملون صفة أعضاء اللجنة المركزية بالعتيد، وسعداني يبدو أنه لا يريد وزراء من حكومة سلال في حزبه يتقلدون منصبا سياسيا وشرفيا في الحزب دون بذل أي جهد يذكر ولو بسيطا لصالح الحزب، بل يسعى أن يكونوا إضافة للإفلان على أرض الواقع، ولن يتحقق الأمر إلا بالاحتكاك بالمناضلين بالمحافظات والتواصل معهم حتى يظهر أن له كلمة مسموعة لدى وزراء حزبه وهو يعلم جيدا أنه ليس له يد في تعيينهم في الحكومة. وإن كانت الفكرة قد استحسنها بعض الوزراء وبدأوا يعملون بها، إلا أن وزراء آخرين ممن يصنفون في خانة "الوزن الثقيل" لم يجسدوها في الواقع، بل منهم من ترك بعض المناضلين بمحافظة إحدى الولايات وتنقل مباشرة إلى المطار بحجة ضيق الوقت من جهة، وامتلاء برنامج زيارته الميدانية للولاية تحت قبعة الوزارة من جهة ثانية، ما يعني أن قرار مثل هذا اتخذه سعداني والذي يخص وزراء حزبه يجب أن يتحصل على موافقة مبدئية من طرف الوزير الأول سلال، الأمر الذي يحتم على الرجلين ضرورة التنسيق لتفادي الصدام، أو على الأقل مساعدة وزراء الحزب في التوفيق بين مهامهم الحكومية التي يشرف عليها الوزير الأول، والمهام الحزبية التي يسهر عليها سعداني. ومعلوم أن الوزير الأول عبد المالك سلال أصبح يظهر في الأعوام الأخيرة اهتماما لافتا وخاصا بحزب جبهة التحرير الوطني، وتبلور ذلك من خلال إعادة تجديد بطاقة انخراط سلال في حزب الأفلان سنة 2014 على مستوى القسمة الثالثة بسيدي مبروك بقسنطينة، ووصفه في المؤتمر العاشر الأخير من طرف سعداني بالأخ الوزير الأول المناضل عبد المالك سلال. كما فهم أن عدم إدراج اسمه ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية للحزب ال505 يرجع بالأساس إلى حسابات خاصة تعني سلال وأصحاب القرار لا غير.