تحذيرات من تداعيات التصعيد في "المسجد الأقصى" انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى، بعد أن اقتحامات نفذتها لثلاثة أيام على التوالي وتسببت بإحداث أضرار في المسجد، وأسفرت عن إصابة العشرات من المصلين الفلسطينيين المرابطين فيه، وقد أعادت تلك القوات انتشار عناصرها على أبواب الحرم القدسي وفي المدينة القديمة وسط حالة من التوتر بعد مواجهات مع الشبان المقدسيين. وأوضحت تقارير أن قوات الاحتلال خرجت من باحات الحرم القدسي الشريف، وباشر المصلون والمرابطون والقائمون على المسجد الأقصى بتنظيف الجامع القبلي من مخلفات الاقتحام التي تسببت بإحداث أضرار في المسجد، واستخدمت فيه قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والأعيرة المطاطية ضد المرابطين. وأشارت إلى توتر الأجواء عند مداخل الحرم القدسي وفي المدينة القديمة من القدس وقالت إنها قابلة للاشتعال في أي لحظة في حال جدد الاحتلال اقتحامه للمسجد في ساعات بعد الظهر. وقد أصيب ستة وثلاثون فلسطينيا بالرصاص المطاطي، لدى اقتحام قوات الاحتلال باحات الحرم القدسي الشريف بأعداد كبيرة صباح اليوم، واشتبكت تلك القوات مع المرابطين الذين حاصرتهم داخل المسجد الأقصى وقمعتهم بقنابل الصوت والرصاص المطاطي، واعتقلت شخصا واحدا على الأقل. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن قوات الاحتلال حطمت صباح اليوم، بوابات الجامع القبلي التاريخية خلال اقتحام شنته على المسجد الأقصى من باب المغاربة. ونقلت عن أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى تأكيده بان هذا الاقتحام يعتبر سابقة، من خلال لجوء الاحتلال لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائلين، وحرق جزء من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية. وأكدت تقارير أن قوات الاحتلال بعدما انسحبت من المسجد حاصرته بالتمركز في نقاط مختلفة من باحات الحرم القدسي الشريف، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال قدمت الحماية لمجموعة مستوطنين دخلت من باب المغاربة. وقد نشر الاحتلال قواته على كافة مداخل الحرم القدسي وفرض تشديدات أمنية صارمة، كما اعتلى جنود الاحتلال لأول مرة أسطح المسجد الأقصى بعد اقتحامه بأعداد كبيرة ووجهوا قناصتهم إلى المرابطين داخل المسجد وأطلقوا قنابل الغاز والصوت من نوافذ المسجد. من ناحية أخرى، حذر رئيس هيئة المرابطين في المسجد الأقصى يوسف مخيمر من أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الأزمات في العالم العربي وحالة الانقسام الفلسطيني لتصعيد اعتداءاته على الحرم القدسي الشريف والاستيلاء عليه في نهاية المطاف. وقال مخيمر إن إسرائيل تسعى من خلال عمليات الاقتحام إلى تثبيت الأمر الواقع وإقامة وجود دائم داخل المسجد الأقصى، لكنه أكد أن المرابطين لن يسمحوا بذلك. وأشار إلى أن الاقتحام الأخير صباح اليوم، أدى إلى احتراق مناطق واسعة من سجاد المسجد الأقصى نتيجة نيران شرطة الاحتلال وإلقائها قنابل الغاز داخله. وأوضح مخيمر أن إستراتيجية الاحتلال تتركز على السيطرة الكاملة والاستيلاء على المسجد الأقصى والحرم القدسي عبر افتعال مثل هذه الأزمات بحيث يُسمح للمستوطنين اليهود بحرية الوصول والتجول في المسجد تحت حماية قوات الاحتلال، في حين يُمنع المسلمون الفلسطينيون من الدخول. كما أشار إلى أن إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسعى للوفاء بوعوده لأنصاره من اليمين المتطرف في نهاية المطاف بهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه.