ربط رئيس النظام السوري بشار الأسد رحيله عن السلطة بما أسماها إرادة الشعب السوري، وليس تحت ضغوط من الغرب، كما أعرب -في مقابلة مع وسائل إعلام روسية- عن استعداد نظامه للتعاون مع دول غربية وأخرى عربية ومجاورة لمكافحة ما وصفه بالإرهاب إذا غيرت موقفها من هذه المسألة، واعتبر أن اللاجئين إلى أوروبا تركوا البلاد هربا من الإرهاب الذي دمر البنى التحتية. وأوضح الأسد -في المقابلة- أن الرئيس يأتي إلى السلطة بموافقة الشعب عبر الانتخابات وإذا تركها فإنه يتركها إذا طالب الشعب بذلك "وليس بسبب قرار من الولاياتالمتحدة أو مجلس الأمن الدولي أو مؤتمر جنيف أو بيان جنيف"، في إشارة إلى الجهود الدولية لعقد مفاوضات سياسية بين النظام السوري والمعارضة. وبشأن المفاوضات السياسية ربط الأسد ما وصفه بالتفاهم بين السوريين بالقضاء على ما أسماه الإرهاب، ودعا رئيس النظام السوري إلى المضي قدما في الحوار بين السوريين من أجل التوصل إلى تفاهم ينهي الأزمة في البلاد، داعيا جميع القوى إلى التوحد لمواجهة الإرهاب. وفي نفس الإطار أشار إلى أن موضوع اللاجئين لا يتعلق باستعداد أوروبا لاستقبالهم وإنما يتعلق بإزالة أسباب هذه المشكلة عبر التوقف عن دعم من وصفهم بالإرهابيين. وفي سياق محاربة الإرهاب أعرب الأسد عن استعداد نظامه للتعاون مع دول غربية وكذلك مع تركيا والسعودية وقطر لمكافحة الإرهاب إذا ما غيرت هذه الدول مواقفها من هذه المسألة. ووصف الأسد أثر التحالف المناهض لتنظيم "داعش" على الأرض بأنه صفر، وفشل في منع انتشار تنظيم "داعش". وبخصوص الدعم الإيراني نفى الأسد أن تكون طهران زودت دمشق بوحدات عسكرية لكنه أوضح أن المساعدة التي تقدمها إيران كانت مهمة في مكافحة الإرهاب في سوريا. كما أكد الرئيس السوري أن العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى في السنوات الأخيرة، لكنه أوضح أن العلاقة الحالية بين دمشق والقاهرة تنحصر الآن بالمستوى الأمني دون السياسي. وتأتي تصريحات الأسد الأخيرة في وقت يجري فيه الحديث عن مبادرة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تبقي على الأسد رئيسا بسلطات رمزية في المرحلة الانتقالية في سوريا. كما سبق قبل أيام أن دعت كل من النمسا وإسبانيا إلى ضرورة التفاوض مع الأسد لإشراكه في محاربة تنظيم "داعش". لكن واشنطن رفضت دعوة أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمجتمع الدولي لدعم الأسد في مكافحة تنظيم "داعش"، واعتبرت الدعوة "مزعزعة للاستقرار وتنطوي على آثار غير بناءة". من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيرحل عن الحكم في دمشق سواء كان عاجلا أم آجلا لأنه انتهى. وقال الجبير، في تصريحات صحفية عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية التعاون الخليجي في الرياض الليلة الماضية إنه "عاجلا أم آجلا سوريا بلا بشار الأسد الذي انتهى فيها". وأعرب الجبير عن أمله أن يكون هناك حل سياسي للأزمة في سوريا، وقال "فيما يخص طريقة التوصل إلى الحل "إن لم يستجب الأسد للحل السياسي، فإنه سيبعد عن طريق حل عسكري"، مؤكدا أن "المسألة مسألة وقت"، معربا عن أمله أن "يكون الحل سياسيا حقنا للدماء".