استنكرت الحكومة الجزائرية "التصعيد العسكري وعودة عمليات الاقتتال في مناطق واسعة من ليبيا بما يقوّض جهود الأممالمتحدة ودول الجوار لإيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة". ودعت الجزائر طرفي النزاع "للوقف الفوري لأعمال العنف والتحلي بالحكمة وضبط النفس ودعم المسار التفاوضي لتجاوز المحنة". وكان قائد الجيش الليبي، الفريق أول خليفة حفتر، قد أطلق عملية عسكرية مباغته سماها "حتف" في خطوة تصعيدية أدانتها كذلك بعثة الأممالمتحدة وعقد اجتماعاً في قاعدة بنينا الجوية ببنغازي مع ضباط الجيش وقادة محاور القتال الرئيسية ل«تنسيق الجهود العسكرية والاطلاع على سير المعارك وتوحيد الخطة العسكرية خلال الأيام القادمة" حسب تصريحه. وأعلن بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية مساء أمس الأول عن أن الجزائر "تدين بشدة التصعيد الأمني الحاصل في ليبيا وخاصة الغارات الأخيرة بالطيران على مدينة بن غازي. وتعتبر بأن هذه الأعمال العسكرية بالإضافة إلى ترويعها للسكان المدنيين والزيادة في معاناتهم فإنها تبعد فرص الحل السلمي وتهدد بتقويض الجهود التي ما فتئت تبذلها الأممالمتحدة ودول الجوار لإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد الجار والشقيق وتجاوز المحنة الراهنة والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات". وأضاف نفس المصدر "وإذ تدعو الجزائر كل الأشقاء في ليبيا إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس وتفادي كل عمل من شأنه المساس بانسجام وتماسك الشعب الليبي، فإنها تجدد تأكيدها على وقوفها إلى جانب هذا البلد الشقيق ومواصلة دعمها للمسار التفاوضي برعاية الأممالمتحدة ومساندتها لكافة الجهود الدولية الرامية إلى التوصل في أقرب الآجال الممكنة إلى حل سياسي يضمن وحدة ليبيا وسيادتها". وعلى صعيد متصل، قالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إن الهجمات الجوية التي شنها الجيش الليبي على مواقع في بنغازي "هي محاولة واضحة لتقويض الجهود المستمرة لإنهاء النزاع وعرقلتها في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة". وأضافت البعثة في بيان اطلعت "البلاد" على نسخة منه "يجب أن يكون الحل الوحيد ضمن إطار الحوار السياسي الجاري والتسوية السياسية، التي تضمن مشاركة الجميع والتوازن والتوافق ولدى الأطراف في ليبيا الآن فرصة تاريخية للتوصل إلى مثل هذه الاتفاقية التي تضع حداً للانقسامات والمعاناة وتسمح بفتح صفحة جديدة في ليبيا". ودعت البعثة إلى "الوقف الفوري للاقتتال في بنغازي وفي جميع أنحاء ليبيا". كما دعت "الأطراف المتحاربة للكف عن أي تصعيد أو هجوم مضاد وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لإعطاء الحوار الجاري في الصخيرات فرصة، لأن يختتم بنجاح خلال الساعات القادمة"، على حد تعبير البيان. وحضت البعثة "أطراف الصراع للتوقف الفوري عن الهجمات العشوائية"، مشيرة إلى أن "الهجمات على المدنيين محظورة وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جرائم حرب كما ستتم محاسبة المسؤولين عنها"، كما يقول البيان. كما ناشدت "المسؤولين والشخصيات المؤثرة التي تدعم عملية الحوار السياسي أن يستخدموا تأثيرهم ونفوذهم لتهدئة الوضع العسكري على الأرض". وأضافت أن "التصعيد العسكري يجب ألا يعرقل الجهود الجارية التي يقوم بها الليبيون المخلصون الوطنيون الذين يريدون استعادة السلام والاستقرار في بلادهم".