قدم فاروق قسنطيني رئيس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان اعتذراته الرسمية والعلنية للزعماء التاريخيين الثلاثة "أحمد بن بلة وأيت أحمد وعبد الحميد مهري" عبر حصة "بوضوح" لقناة "البلاد"، وأكد بأنه لم يكن يقصدهم أبدا في حديثه عندما قال في فوروم ديكا نيوز إن "الجماعة التي شاركت في سانتي جيديو كانت تريد جلب الإرهاب للجزائر"، مردفا في سياق توضيحه بأنه لا يستطيع قول هذا الكلام في حق شخصيات كانت وراء استقلال الجزائر، وصنعت تاريخ البلاد، بل أنه كان يقصد القيادي السابق في حزب الفيس المحظور أنور هدام، مضيفا بأن نحناح رحمه الله انسحب من اجتماعات سنتي جيديو بعدما اقتنع فعلا بأن هدام كان يريد جلب الإرهاب للجزائر. كما لم يتوان قسنطيني في إطلاق النار على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بسبب تصريحاته الأخيرة، التي قال فيها إنه إذا وصل مجددا إلى قصر الإليزيه سنة 2017، فسيعيد النظر في اتفاقيات إيفيان، ولم يتوان قسنطيني الذي قال إنه مسؤول على كلامه إن ساركوزي شخص "موسخ" والدليل هو الفضائح التي تلاحقه في كل مرة خاصة منها المالية وأنه رفقة صديقه الصهيوني بيرنار ليفي هما من دمر ليبيا وقتل القذافي. كما لم يستبعد بأن رئيس حزب الجمهوريين الحالي يريد ابتزاز الجزائر، كما فعل مع العقيد القذافي، وأن لعلاقته الجيدة مع المخزن دور في حقده الدفين تجاه بلادنا. وأصر قسنطيني على التأكيد بأن هذه الاتفاقيات لم تستفيد الجزائر منها في شيء، متابعا حديثه بالقول المهاجر المجري يريد التقرب من حزب اليمين المتطرف لاستقطاب وعائه الانتخابي لصالحه فقط. ضيف حصة "بوضوح" عندما سئل عن موقفه من مسألة التوريث التي تتحدث عنها المعارضة آخرها ما قاله رئيس حزب العدالة والحرية محمد السعيد أجاب بأنه من الناحية الدستورية والقانونية السعيد بوتفليقة مواطن جزائري كبقية الجزائريين من حقه الترشح لمنصب الرئيس لكنه أردف القول إن شقيق الرئيس قال لي شخصيا عندما سألته هذا السؤال "لقد جئت مع أخي وسأذهب مع أخي" أي مع الرئيس وسأذهب بذهاب الرئيس، بمعنى ليست لديه النية للترشح لهذا المنصب خلافا لما يروج. أما عن رسالة الرئيس التي بعث بها للأمة بمناسبة الذكرى العاشرة للمصالحة الوطنية وكيف قرأها قسنطيني قال إنها رد واضح وصريح من الرئيس على مدني مزراق الذي يتحدث عن أنه يريد تأسيس حزب سياسي، موضحا بأن ميثاق السلم والمصالحة واضح وصريح في هذا الخصوص أين يمنع منعا باتا على كل من كان سببا في المأساة الوطنية أن يعود للحياة السياسية. كما قال ضيف "البلاد" إن الإرهابي الذي سلم نفسه مؤخرا رفقة عائلته بجبال جيجل قد استفاد من تدابير السلم والمصالحة، ورسالة الرئيس جاءت في هذا الاتجاه بعدما ترك الباب مفتوحا أمام الإرهابيين كي يعودوا إلى رشدهم ويتركوا العمل المسلح حتى يستفيدوا من تدابيرها رغم انقضاء مهلتها القانونية. رئيس الهيئة الاستشارية لحقوق الإنسان قال بخصوص التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الصناعة بوشوارب في حق رجل الأعمال الشهير إسعد ربراب، إنه يملك ملفا كاملا حول التزوير الذي قام به رئيس مجمع سيفيتال، بأنه من الناحية القانونية كان على الوزير أن يقدم الملف للعدالة حتى تفصل في الأمر، لكن ربراب يبقى من حقه الاستفادة من قرينة البراءة، رغم أن قسنطيني اعتبر ما حدث سوء تفاهم بين الرجلين لا يخدم الجزائر في شيء، متمنيا أن لا يصل الأمر إلى القضاء.