يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة طال انتظارها لبروكسل اليوم الأحد، إذ يبدأ رسميا زيارة دولة لبلجيكا تستمر يومين وتهيمن عليها اجتماعات الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الهجرة وقتال مسلحي تنظيم داعش في سوريا. وتأتي الزيارة بعد أيام على إعلان موسكو عن بدء شن ضربات جوية فوق سوريا، حيث باتت الطائرات الروسية على مرمى حجر من حدود تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي أصبحت الآن قاعدة لضربات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وأثارت مخاطر وقوع تصادم غير مقصود والشكوك بشأن نوايا روسيا المخاوف في العواصم الغربية. وأدان إردوغان وهو منتقد شرس للرئيس السوري بشار الأسد التدخل الروسي في سوريا دعما للأسد، وقال إن تركيا لن تسمح بفرض "أمر واقع" قرب حدودها. ويريد إردوغان إقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا لإبعاد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد عن الحدود التركية، وقد يتضاءل هذا الطموح الذي ينظر إليه حلفاء غربيون بعين الريبة مع تحليق الطائرات الحربية الروسية فوق سوريا. كما يلف الزيارة نوع من التوتر بشأن مسعى تركيا المتعثر للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وفضيحة فساد ألمت بالحكومة التركية وإلغاء زيارة لأردوغان عندما كان رئيسا للوزراء عام 2011، حيث تأجلت الزيارة مرارا في ضوء مخاوف الغرب من أن يتحول إلى حاكم مستبد على نحو متزايد بعد مرور 13 عاما على توليه السلطة. ودفعت أسوأ أزمة هجرة في أوروبا منذ سقوط يوغوسلافيا السابقة حكومات الاتحاد الأوروبي إلى التطلع لأردوغان للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين، فيما تفر أعداد قياسية من الحرب الأهلية السورية وفيما يتصاعد خطر المتشددين في العراق. ومع استمرار توافد اللاجئين اقترح مسؤولو الاتحاد الأوروبي إرسال مساعدات مالية إلى أنقرة لإبقاء المهاجرين في تركيا لحين البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم. وخلال قمة في بروكسل الشهر الماضي تعهد زعماء الاتحاد الأوروبي بمليار يورو على الأقل "1.1 مليار دولار" لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان ودول أخرى. ويقول دبلوماسيون إن تركيا تواجه الصعاب بالفعل لاستيعاب اكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري، وتركز تركيا على الحد من تداعيات الحرب الأهلية السورية والاشتباكات مع المقاتلين الأكراد التي وصلت إلى حد شن ضربات على قواعد كردية في جبال شمال العراق.