من المقرر أن تفتح الغرفة الجزائية التاسعة لدى مجلس قضاء العاصمة خلال الأيام القليلة المقبلة فضحية تهريب سبائك ذهبية من الجزائر نحو تركيا مرورا بإيطالياودبي، عبر المطار الدولي "هواري بومدين" بوساطة خمسة من أفراد شرطة الحدود، ممن بسطوا بساط تسهيلات لتمكين 4 تجار من تهريب المعدن الأصفر النفيس المحلي خارج الوطن إلى جانب العملة الصعبة. ويعود اكتشاف مجريات هذه القضية إلى تاريخ 11 مارس 2015، بموجب بلاغ تقدم به مجوهراتي (ب.ط) إلى مصالح شرطة الحدود بالمطار الدولي "هواري بومدين"، عن واقعة سرقة سبيكة ذهبية يبلغ وزنها 1 كلغ، كانت موجهة للتهريب نحو تركيا مرورا بروما الإيطالية، بعد تسهيلات يقدمها أفراد لشرطة الحدود مقابل تلقيهم عمولات تقدر قيمته بنحو 5 ملايين سنتيم لتهريب الكيلوغرام الواحد من الذهب فضلا عن تقديم لهم هدايا نوعية. وأضاف المجوهراتي المبلغ المدعو (ب.ط)أنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها مع عناصر الشرطة، وبناء على ذلك واستغلال للمعلومات التي قدمها، تم فتح تحقيق في القضية،. وكبداية لمجريات التحريات باشر المحققون معاينة تسجيلات كاميرا المراقبة وسجل المكالمات الهاتفية الواردة والخارجة بشرائح هواتف المشتبه فيهم، فتبين أن السبيكة الذهبية محل سرقة قد تم وضعها في معطف شتوي خاص برجال الأمن الوطني الذي كان معلقا بغرفة النفق المؤدي نحو الطائرة المتوجهة إلى إيطاليا، مما استلزم توقيف خمسة من رجال شرطة الحدود المبلغ عنهم ومعه 4 تجار مجوهرات، حيث تم إخضاعهم للمساءلة القانونية على محاضر رسمية. كما أفاد المتهم وهو الشخص المبلغ عن الوقائع المسمى (ب.ط) وهو صائغ مالك لمحل مجوهرات، أنه في يوم الواقعة وأثناء تواجده بقاعة المطار ليتأهب للتوجه إلى الطائرة الخاصة بالرحلة الجوية نحو روما الإيطالية، تفاجأ بأحد رجال شرطة الحدود (ش.م) الذي كان قد اتفق معه على تسهيل له عملية تهريب 3 سبائك ذهبية مقابل عمولة قيمتها 10 ملايين سنتيم، وهو يخبره باختفاء إحداها، وأكد المتحدث أنه دأب على تصدير واستيراد المعدن الأصفر من وإلى تركيا بطريقة قانونية منذ عام 2008، قبل أن تصدر تعليمة وزارية بتاريخ 13 نوفمبر 2014 تجمد تصدير واستيراد الذهب، ما اضطره للجوء إلى التهريب لضمان سير نشاطه المعهود، لاسيما بعد إبرامه صفقة مربحة مع أحد مصنعي المجوهرات بالسوق الكبيرة بمدينة اسطنبول التركية. وفي السياق ذاته، كشف هذا المهرب أنه اتفق عشية الواقعة المصادفة ليوم رحلته إلى روما مع الشرطي (ش.م) على تفاصيل عملية التهريب مقابل تمكينه من عمولة 5 ملايين سنتيم نظير الكيلوغرام الواحد، ليمكنه الشرطي يومها من المرور بعد تمويه البضاعة بعدما تكفل بتفتيش حقيبته على أن يقوم بوضع السبائك التي سلمت له قبل يوم من السفر فيها داخل قاعة الشحن بعد إتمام إجراءات عملية الشحن. ولم يخف المتحدث تعاملاته مع الشرطي، حيث مكنه وزملاؤه من تنفيذ عدة عمليات طالت إلى جانب الذهب تهريب العملة الصعبة نحو إيطاليا، دبيوتركيا منذ عامين، أبرزها تنظيم 8 عمليات تهريب طالت 10 كلغ من الذهب مقابل 4 ملايير سنتيم.