شرطيان استوليا على 3 سبائك أخفيت بمعطف شتوي للأمن الوطني يفجر القضية ناقشت، أمس، محكمة الحراش، في أزيد من 4 ساعات، الملف القضائي المتعلق بتهريب سبائك ذهبية من الجزائر إلى تركياوإيطاليا، خارج القانون عبر المطار الدولي هواري بومدين، بتواطؤ 5 رجال شرطة حدود الفرقة الثانية بالمطار الدولي هواري بومدين، والذين قدموا تسهيلات ل4 تجار من عين البنيان لتهريب الذهب وجهت لهم تهم تكوين جماعة أشرار وإساءة استغلال الوظيفة وقبول مزية غير مستحقة ومخالفة التشريع الخاص بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وعدم التبليغ عن جريمة، والذين التمس في حقهم ممثل الحق العام بمحكمة الحراش، تسليط عقوبة 10 سنوات حبسا نافذا مع غرامة مالية بضعف قيمة المخالفة ومصادرة المحجوزات. ونقلا عما دار، أمس، في جلسة المحاكمة، فإن وقائع القضية تعود لتاريخ 11 مارس 2015، أين تقدم المجوهراتي «ب.ط» من رئيس الفرقة الثانية لشرطة الحدود بمطار هواري بومدين، للتبليغ عن سرقة سبيكة ذهبية بوزن 1 كلغ كانت موجهة للتهريب إلى تركيا عبر إيطاليا، وذلك بتسهيلات من بعض أعوان الشرطة مقابل عمولات تصل إلى 5 ملايين سنتيم لتهريب 1 كلغ من الذهب مع هدايا نوعية، وسرد جميع التجاوزات التي جرت على مدار سنوات، والتي تم بموجبها تبليغ الشرطة القضائية لفرقة البحث والتدخل لأمن ولاية الجزائر، التي فتحت تحقيقات موسعة في الفضيحة بالاعتماد على تسجيلات كاميرات المراقبة واتصالات المتهمين، والتي كشفت إخفاء سبيكة الذهب التي كانت موجهة للتهريب في معطف شتوي للأمن الوطني كان موضوع بغرفة النفق المؤدي إلى الطائرة، وتم بناء عليها توقيف 5 رجال شرطة و4 تجار ذهب من عين البنيان. تصريحات المتهمين خلال المحاكمة تفاوتت بين النكران والاعتراف، حيث صرح «ب.ط» صاحب محل مجوهرات بعين البنيان، أنه يوم الوقائع كان متواجدا بالمطار لمغادرة الجزائر باتجاه روما الإيطالية، بعد اتفاقه مع «ش.م» الشرطي لتسهيل تهريب 3 سبائك من الذهب مقابل 10 ملايين سنتيم، ليتفاجأ بالشرطي يبلغه خلال موعد سفره أن كمية الذهب المراد تهريبها سرقت منه في ظروف غامضة، وأمام ذلك قام بإبلاغ رئيس الفرقة الثانية لشرطة الحدود، وهو الأمر الذي استغربه القاضي، أمس، واستسفر عنه، رغم علمه أنه سيعاقب، بحكم أن ذلك يعد جريمة يعاقب عليها القانون، وهو ما رد عليه المتهم مردفا «تديها الدولة وما يدوهاش هوما»، مضيفا، أمس، أنه متعود على إجراءات تعاملات استيراد وتصدير الذهب إلى تركيا منذ 2008، بطريقة قانونية، غير أنه لجأ إلى التهريب بعد تجميد تعاملات استيراد وتصدير الذهب المقرر بتعليمة وزارية بتاريخ 13 نوفمبر 2014، حيث لم يجد من ملجأ سوى اتباع الطرق غير الشرعية للتهريب بعد إبرامه لصفقة مع تاجر تركي متخصص في تصنيع المجوهرات بالسوق الكبير في اسطنبول. مؤكدا أنه تعامل مع الشرطي «ش.م» الذي تعرف عليه بواسطة «د.أ» والذي التقاه عشية سفره إلى إيطاليا بالحميز مقر إقامته، حيث اتفق معه على مبلغ يقدر ب5 ملايين سنتيم لتسهيل تهريب 1 كلغ من الذهب، وتمت عملية التهريب بالتمويه على أساس قيام الشرطي بتفتيش حقيبة المتهم «ب.ط» ليضع السبائك داخلها بقاعة الشحن هرب فيها 1.6 كلغ من الذهب على شكل سبائك مع الشرطي «ش.م» مقابل 10 ملايين سنتيم. وقد طلب، أمس، المتهم «ب.ط» من القاضي استرجاع الذهب الذي حجز من محله في عين البنيان، مشيرا إلى أن كل الكمية المحجوزة شرعية ولا علاقة لها بالقضية الحالية وهي مجوهرات زبائنه، ناكرا ما جاء في محاضر التحقيق أنه معتاد على تهريب الذهب والعملة الصعبة إلى إيطاليا ودبي وتركيا منذ سنة 2013، ودفعه 5 ملايين سنتيم عن كل كيلو غرام من الذهب كمزية مقابل تسهيل تمريره للذهب على أن توضع تحت تصرفه كمية الذهب قبل يوم من السفر ويسلمه لهما بعد إتمام الإجراءات الخاصة بالعبور في المطار، على أن يلتقيا به في اليوم الموالي لدى مغادرته الجزائر باتجاه تركيا، وبعد إتمام إجراءات المراقبة والتقائه «بالشرطي في مرحاض قاعة الذهاب»، أين سلمه السبيكة وغادر الجزائر على متن الخطوط الجوية التركية، وتنفيذ عمليتين مماثلتين بتواطؤ نفس الشرطي الذي سهل تهريب 3 كلغ من الذهب وقبض 15 مليون سنتيم. يتبعها بتنظيم 8 عمليات تهريب ما يقدر ب10 كلغ من الذهب بمبلغ إجمالي يقدر ب4 ملايير سنتيم بتواطؤ الشرطي، الذي استفاد من 50 مليون سنتيم. نافيا خلال محاكمته معرفته للشرطي «د.أ».المتهم «و.س» شرطي أنكر، أمس، ما سبق أن صرح به في التحقيق، أنه عثر على السبائك الذهبية داخل معطف شتوي خاص بالأمن الوطني، الذي كان معلقا على مستوى مدخل النفق الخاص بالركاب سلمه لزميله «م.ع» قصد إخفائها، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم بما يحتويه الكيس في المعطف، في حين أكد، أمس، المتهم «م.ع» أنه تسلم الكيس من زميله على أساس الثقة بدون أن يشك في أن ما بالكيس سيورطه، غير أن الوكيل أشار إلى أنه تسلم الكيس وأخفاه بسيارته في الحظيرة ورجع من أجل مزاولة عمله. من جهته المتهم «ش.م» أنكر ما نسب إليه، نافيا علاقته بالمتهم «ب.ط» مفندا طلبه من مسؤول الفوج المتهم الغائب عن المحاكمة، أمس، تعيينه يوم الوقائع في نقطة تفتيش النفق المؤدي إلى الطائرة المتجهة إلى روما. دفاع المتهم «ب.ط» باشر المحاكمة بدفوعات شكلية تقضي ببطلان إجراءات المتابعة، بحكم أنه كان يتعين على الضبطية القضائية تحضير إدارة الجمارك من أجل تحرير محاضر معاينة بموجب ما يقره قانون التشريع الجمركي، ونوه في مرافعته إلى الجرأة التي يملكها موكله بالتبليغ عن تعرض سبائك ذهبية كانت موجهة لعمل غير مشروع رغم علمه بأن مصيره سيكون السجن، وطالب في حقه أقصى ظروف التخفيف، في حين تفاوتت طلبات هيئة دفاع المتهمين بين البراءة وأقصى ظروف التخفيف.
موضوع : التماس 10 سنوات حبسا ضد 5 رجال شرطة وصائغين تواطؤوا لتهريب سبائك ذهب إلى تركيا عبر مطار هواري بومدين 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0