دعَت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية الأطراف المتحاورة كافة إلى تمتين الموقف الفلسطيني، والحفاظ على الثوابت الوطنية، ورفض الارتهان للضغوط الخارجية، وخاصةً الشروط الظالمة التي تفرضها "اللجنة الرباعية". وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو في تصريحٍ صحفي: "إننا نعتبر أن أية دعواتٍ إلى تقديم تنازلاتٍ سياسيةٍ تحت شعارات الواقعية أو غيرها في ظل التنكر الصهيوني المستمر لحقوق شعبنا أو حتى للاتفاقات التي وقَّعتها "منظمة التحرير"، إنما هو عبثٌ بمصالح شعبنا وقضيته الوطنية، وتكريسٌ للهيمنة الصهيونية الأمريكية في المنطقة". وجاءت تصريحات الحكومة الفلسطينية في أعقاب الحديث عن إخفاق الجولة الحاليَّة من الحوار في القاهرة في التوصل إلى اتفاقٍ يُنهي حالة الانقسام على الساحة الوطنية. وشدّد النونو على ضرورة توصل الفصائل الفلسطينية كافة إلى اتفاقٍ واضحٍ وشفافٍ يعالج كل قضايا الخلاف في الساحة الفلسطينية، ويعمل على تحقيق التعايش بين البرامج المختلفة على قاعدة دعم مقاومة شعبنا الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المشروعة كافة، معتبراً "إن التشدد الذي أظهره وفد "فتح" في المحادثات التي جرت خلال اليومين الماضيين لا يصب في خدمة شعبنا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية". واعتبر أن "تصريحات وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان حول عملية "أنابوليس" لم تكن مفاجئةً لنا، وتمثل تأكيداً لمواقفنا من هذه العملية العبثية الفاشلة؛ ما يتطلب إعادة النظر في كل مشاريع التسوية والاتفاقات التي أضرَّت بشعبنا". وأكد أن "الرد الحقيقي على هذه التصريحات هو إعلانٌ واضحٌ بوقف المفاوضات، وإنهاء الالتزام بالاتفاقات الأمنية التي مزَّقت وحدة شعبنا، ورفض الضغوط الدولية والشروط الظالمة التي تفرضها "اللجنة الرباعية" لإفشال الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام. كما أكّدت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' أن تعليق حوارات القاهرة يرجع إلى إصرار 'فتح' في الجولة الأخيرة من الحوار على آرائها السابقة، وحديثها عن خطوطٍ حمراءَ، ورفضها إعطاء أية مرونة. وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في الحركة: إن حركة فتح أصرَّت في الجولة الأخيرة على آرائها السابقة، وبدأت تؤكد الالتزام بقرارات والتزامات المنظمة، وأن إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروح بتاتاً على طاولة الحوار، وأن الحديث والإصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط. وشدّد على أن 'فتح' تصر على أن تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه دون تشكيل إطارٍ يضم الجميع، أو حتى إصلاحها وإجراء الانتخابات. وأضاف أنه من الواضح أن وفد حركة فتح جاء ولديه تعليمات بألا يعطيَ أي تنازلٍ أو مرونةٍ في أية قضية من القضايا المطروحة. من جهة أخرى كشفت مصادر حقوقية الأربعاء الفائت عن حصيلة الاعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني الشهر الماضي حيث كانت 17 شهيداً سقطوا على أيدي قوات الاحتلال. ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان في مدينة نابلس أن بين شهداء الشهر الماضي ثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة.