حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة التحرير الوطني (فتح) المسؤولية عن إفشال الجولة الأخيرة من الحوار الوطني بالقاهرة لرفضها إبداء أي مرونة، في وقت اعتبر فيه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن ما وصفها بالشروط الخارجية هي أحد المعوقات الرئيسية أمام نجاح الحوار.وقال الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية في تصريح مكتوب إن فتح تمسكت بآرائها السابقة ووضعت خطوطا حمراء وبدأت تؤكد الالتزام بقرارات والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفا أنها اعتبرت أن "إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروحة بتاتاً على طاولة الحوار، وأن الحديث والإصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط".وأكد صلاح البردويل أن فتح تصر على أن تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه دون تشكيل إطار يضم الجميع حتى إصلاح المنظمة وإجراء الانتخابات. من جهته وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قطار الحوار والمصالحة الوطنية الفلسطينية بأنه بطيء في مسيرته. وأضاف خالد مشعل في كلمة له خلال تأبين عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية-القيادة العامة فضل شرورو بدمشق أن الشروط الخارجية التي تطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل هي التي تحول دون نجاح الحوار، وتساءل عن علاقة الاعتراف بإسرائيل بالمصالحة الفلسطينية.أما الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية فانتقدت على لسان الناطق باسمها طاهر النونو الدعوات الصادرة بحوار القاهرة لتقديم تنازلات سياسية تحت شعار الواقعية، ووصفت ذلك بأنه "عبث بمصالح الشعب الفلسطيني".وفي المقابل قال عضو وفد فتح المفاوض بحوار القاهرة نبيل شعث إن فشل الحوار الفلسطيني بين الحركتين يعود إلى نوعية المواضيع المطروحة بالجلسة الأخيرة. وذكر شعث للجزيرة أن هذه الجلسة عرفت طرح المسائل الصعبة والتي تتطلب تدخل الأسرة الدولية، مثل مسألة البدء بإعمار قطاع غزة ومسألة الحدود.وبدوره رفض عضو وفد فتح عزام الأحمد وصف الحوار بأنه قد فشل، مؤكدا أن الطرفين وصلا مرحلة حاسمة تتطلب منهما مراجعة قياداتهما للعودة بمواقف نهائية لحل نقاط الخلاف.من جهته قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن حماس وفتح طلبتا المزيد من الوقت دون أن تلوح بالأفق أي بوادر على إحراز تقدم بالحوار، مشيرا إلى أن وفدي الحركتين سيعودان للقاهرة بوقت لاحق من الشهر الحالي.وكان مراسل الجزيرة بالقاهرة أفاد أن فتح وحماس أخفقتا في التوصل إلى اتفاق على المسائل العالقة بينهما، وأنهما اتفقتا على استئناف الحوار في غضون شهر.كما نقل عن قيادي بحماس قوله إن التأجيل جاء بسبب الإخفاق في التوصل إلى أي شيء بخصوص برنامج الحكومة، خاصة مع عودة فتح إلى طرح موضوع شروط الرباعية الدولية وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل "ونبذ العنف" والقبول بحل الدولتين. وعقد رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان أمس اجتماعين مع وفدي الحركتين بعدما أخفقا في تحقيق تقدم بالخلافات الرئيسية المتعلقة بالنظام الانتخابي والمرجعية الوطنية المؤقتة لمنظمة التحرير، وتزامن أو تتابع توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بغزة والضفة الغربية بالإضافة إلى مسألة البرنامج السياسي.