قررت إسرائيل فرض عقوبات جماعية على سكان قطاع غزة من خلال إعلانها أن القطاع يعتبر "كيانا معاديا مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج دولية ".وجاء ذلك في أعقاب اجتماع للمجلس السياسي الأمني المصغر الأربعاء خصص لبحث في كيفية الرد على إطلاق الصواريخ الفلسطينية. وصادق المجلس بالإجماع على فرض مزيد من العقوبات على القطاع بما فيها قطع الكهرباء والوقود معتبرا أن هكذا إجراء يتوافق والقانون الدولي . وقرر المجلس أيضا التضييق على عمل معابر البضائع التي تعمل بشكل جزئي وتفرض خناقا على القطاع وسيتم السماح فقط بدخول الغذاء والدواء، وسيمنع إدخال أنابيب شبكات المياه المعدنية لغزة وبعض البضائع الأساسية التي كان يسمح بدخولها. وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي "أن المجتمع الدولي سيتفهم القرار الإسرائيلي". ويهدف المس بتزويد الكهرباء والوقود إلى دفع سكان غزة إلى ممارسة الضغوط على فصائل المقاومة وإضعاف حركة حماس سياسيا وشعبيا وبالمقابل تعزيز قوة رئيس السلطة محمود عباس .. وصدر القرار الإسرائيلي بفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين في نفس اليوم الذي شرعت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في زيارة الأراضي المحتلة. وهي الزيارة التي تهدف إلى تهيئة الأجواء للمؤتمر الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش ومقرر عقده الخريف المقبل . وفي إطار ردود الفعل الفلسطينية على القرار الإسرائيلي ، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن القرار الإسرائيلي هو" إعلان حرب " و هو "عقاب جماعي" الهدف منه تركيع الشعب الفلسطيني و"إجباره على القبول بأي قرارات في مؤتمر الخريف الدولي". وقال طاهر النونو، الناطق بلسان الحكومة المقالة في غزة، "إنها إجراءات مرفوضة ونطلب من المجتمع الدولي أن يتحرك سريعا من اجل منع تنفيذ هذه العقوبات". وأكد نفس المتحدث أن وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل يتوقف على إيقاف الإسرائيليين لاعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية وإعادتهم لفتح المعابر مع قطاع غزة .. و من جهة أخرى، أوضح النونو أن القرار ليس جديدا حيث أن الاحتلال يعتبر في الأساس قطاع غزة كيان معادي من خلال الحصار والاجتياحات والقصف اليومي.. كما جدد استعداد حكومة اسماعيل هنية لتهدئة متبادلة مع إسرائيل قائلا "إننا ملتزمون بالتهدئة المتبادلة بحيث انه إذا توقف العدوان والتزم الاحتلال بالتهدئة سيكون التزام فلسطيني بما يضمن رفع الحصار وفتح المعابر والحركة التجارية" .. ومن جهتها أدانت السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس هذه القرارات الإسرائيلية ،واعتبرت أن تزامنها مع وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة إنما يثير علامات استفهام كبرى على مدى جدية الحكومة الإسرائيلية في إنجاح المساعي الدولية لدفع عملية السلام . ودعت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية إلى عدم عقاب السكان الفلسطينيين في قطاع غزة والبالغ عددهم مليون و400 ألف مواطن .. ومن المقرر أن تلتقي رايس اليوم في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة بالرئيس عباس ورئيس الحكومة سلام فياض. وتعود الجمعة إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في اليوم التالي في سلسلة لقاءات متعددة الأطراف تنظم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك .. على صعيد الوضع الميداني داخل غزة، أفادت القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس أن اثنين من عناصرها أصيبوا اثر إطلاق النار عليهما من قبل مجهولين صباح الأربعاء غرب مدينة غزة .. ل/ل