يعاني سكان إغيل لوفار الواقعة في قرية أولاد علي بشعبة العامر شرق بومرداس، من أزمة عطش شديدة دامت 3 سنوات، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا لإنقاذ هؤلاء من رحلة البحث اليومية عن المياه. هذا ويعيش السكان حياة قاسية تنعدم فيها ضروريات العيش الكريم ويعانون يوميا للحصول على قطرة من المياه الصالحة للشرب التي أصبحت عملة صعبة ونادرة في بعض الأحيان وعليه فهم يلجأون إلى التوغل في الغابات رغم خطورتها في ظل وجود العناصر الإرهابية المسلحة بحثا عن منابع طبيعية للمياه. كما يضطرون في حالة صعوبة الوصول إليها لشراء الصهاريج التي يصل ثمنها في بعض الأحيان إلى 800 دينار للصهريج الواحد، رغم مخاوف الكثيرين من مصدر هذه المياه. وعليه يعمد الكثيرين إلى شراء قارورات المياه المعدنية للشرب، رغم أن حالتهم المعيشية تشير إلى ضعف مداخيلهم وبساطة حياتهم وأن اضطرارهم للجوء إلى الصهاريج قد أثقل كاهلهم وكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها. ويعود سبب أزمة العطش التي دامت أكثر من 3 سنوات بصيفها وشتائها حسب السكان إلى التسيير الفوضوي والربط العشوائي لشبكات المياه الصالحة للشرب التي تم الاستفادة منها في ,2005 حيث تم إيصال الشبكة بقناة رئيسية متواجدة بمنطقة الحامة مباشرة دون تكليف القائمين بالأشغال أنفسهم عناء تشييد قنوات ثانوية وقد نتج عن هذا حرمان المناطق الواقعة في مستويات مرتفعة من وصول المياه إليها. وما زاد الطين بلة هو إقدام السلطات المحلية على تحطيم الحنفيات العمومية في مقابل إيصال شبكة المياه إلى البيوت، غير أن سوء إيصالها وعدم إخضاعها لمعايير سليمة أدى إلى عدم جدواها، بالرغم من مراسلات عديدة وجهها السكان للمسؤولين للوقوف على معاناتهم والتي امتدت في كثير من المرات إلى الاعتصام أمام مقر البلدية.