تعرف عدة قرى ومداشر، خاصة النائية منها بولاية غليزان، أزمة عطش خانقة حوّلت يوميات مواطني الجهة إلى كابوس أصبح يلازمهم منذ فترة عجلت بتنامي سخط السواد الأعظم على الطبقة المنتخبة التي حسبهم لم توف بوعودها الانتخابية، حيث يعاني سكان قرية بني كثير ودوار الطوالبية وتليوانت بعين الرحمة بغليزان من نقص فادح في المياه الشروب، وتقاسمهم المعاناة عدة دواوير أخرى على غرار دوار البتشاشمة ودوار أولاد حمو والكحايلية المحاذين لقرية السمار، حيث يلجأ سكان الضاحية أمام الانعدام الكلي للماء الشروب إلى استعمال الوسائل البدائية، كجلب المياه من نقاط بعيدة كعين تبودة بدوار الحجرة وعين إبراهيم بجبال تليوانت. يضطرون لاقتناء الصهريج بأكثر من 700 دينار وأمام انعدام وسائل النقل، يشتري هؤلاء المياه من بعض الخواص الذين يجلبونها عن طريق الصهاريج المجرورة بالجرارات مقابل مبلغ ألف دينار جزائري، وحسب بعض السكان ، فإن المعاناة ليست وليدة اليوم، بل هي ديكور دائم ليومياتهم.من جهة أخرى، يشتكي سكان السرارجة ببلدية واريزن الذي يعد من أكبر التجمعات السكنية ال21 على مستوى البلدية، من نقص فادح في المياه الصالحة للشرب التي تنعدم بالدوار نتيجة جفاف البئر الوحيد الذي كان يزودهم بالماء الشروب، إلى جانب أولاد محمد والشرايطية الذين يعانون من نفس المشكل، حيث يلجأ هؤلاء إلى حفر الآبار أو التزود عن طريق الصهاريج أو البراميل المنقولة بالدواب، والتي أصبحت هي الأخرى ناقلة لأمراض خطيرة لعدم نظافتها، كما لازالت عدة دواوير بلدية بن داود والتي لا تبعد عن عاصمة الولاية غليزان ب05كلم تحت رحمة العطش منذ سنوات، حيث أصبح أكثر من ثلاثة دواوير التي تفوق 120 عائلة تعاني العطش القاتل في كل من دوار أولاد سرور ودوار أولاد عده والمطمر لحمر، أين يضطر السكان لاقتنائه بأكثر من 700 دج للصهريج أو جلبه من بلدية غليزان بواسطة الجرارات أو الدواب، خاصة وأن المياه تغيب عن الحنفيات لأيام طويلة. أما فيما يخص دوار سيد الحاج، فتوجد به حنفية عمومية لأكثر من 30 ساكنا يتداولون عليها بصعوبة لقلة تدفق المياه بها، وكذا دوار الزراولة يعاني نفس المشكل، حيث عزف السكان عن الرجوع إلى مساكنهم بالرغم من استفادتهم من إعانات لترميم سكناتهم الريفية سنة ,2005 إلا أن الظروف القاسية لانعدام الماء حالت دون بلوغ الأهداف المسطرة من طرف الدولة، كما يعاني أكثر من 20 ألف نسمة قاطن على مستوى بلدية أولاد يعيش ولحلاف التابعتين إقليميا لدائرة عمي موسى، العطش القاتل، خاصة ونحن في فصل الصيف الذي تكون هذه المادة أكثر من ضرورية بالرغم من قرب هذه الدواوير من سد قرقار بواد رهيو، حيث يتطلع السكان إلى التفاتة المسؤولين المحليين لانتشالهم من هذه الوضعية الخانقة بتفعيل آليات لتزويدهم بالماء الصالح للشرب بعد جفاف الآبار أو نقص المياه بها بعد الجفاف الذي ضرب المنطقة وأثر سلبا على نسبة المياه الجوفية. 11 دوارا تتزود بالماء الصالح للشرب من الآبار وأمام هذا الوضع، يتزود أكثر من 11 دوارا بالماء الصالح للشرب من الآبار المتبقية والتي لم تصبح تغطية احتياجات المواطنين عن طريق الصهاريج المنقولة بالجرارات غير المكلسة ومطهرة في بعض الأحيان، والتي أصبحت هي الأخرى تعرض صحة المواطن إلى أخطار الأمراض المتنقلة عبر المياه غير المعالجة، كما استفاد سكان كل من دوار الرزاقلية والحساينية وأولاد حدو، بأدنى الجنوب الشرقي لولاية غليزان، من مشروع جلب المياه الصالحة للشرب من سد سيدي يعقوب بولاية الشلف بعد معاناة طويلة مع أزمة العطش التي دامت سنوات عديدة نتيجة غياب قنوات التوصيل بالمياه وجفاف الآبار والمنابع المائية، حيث تم توصيل هذه الدواوير بمياه السد الذي سيزود أزيد من 50 عائلة، حيث خصص لهذا المشروع غلاف مالي قدر ب 20 مليار سنتيم.