أثبت الفحص التقني الذي خضعت له 45 شاحنة نظافة كانت مركونة منذ سنوات بحظيرة العتاد التابعة لبلدية وهران بدعوى تعطلها، أن بعضها به أعطال خفيفة، فيما توجد البقية في حالة جيدة، ويتم إدراجها في الحين للنشاط والاستغلال. فجرت صفقة الصيانة التي أبرمت مؤخرا بأمر من المسؤول التنفيذي الأول لعاصمة غرب البلاد بين بلدية وهران والشركة الوطنية للسيارات الصناعية في إطار التكفل بإصلاح عدد من شاحنات جمع القمامات ''المعطلة'' فضيحة اعتبرتها مصادرنا الموثوقة التي أوردت الخبر ''غير جديدة. وإنما تأكيد رسمي مدعم باختبار تقني لا يشوبه شك لما أشار إليه الكثير من عمال البلدية سابقا حول وجود أطراف داخل قسم النظافة والتطهير تسعى لقضاء مصالحها الشخصية بفبركة الأكاذيب والادعاء بعدم صلاحية العديد من الشاحنات للاستعمال، بما فيها تلك المستقدمة منذ وقت قريب وتقدر قيمتها بالملايير''. إذ تفيد الجهات نفسها بأن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية، وبعد استلامها 45 شاحنة نظافة في سياق المهمة الجديدة التي أوكلت إليها، كان أول ما قامت به هو إخضاعها للتشخيص التقني على مستوى أحد مراكز المراقبة التقنية للسيارات من أجل التعرف على درجة تعطلها، مكامن الخلل فيها ومدى قابليتها للصيانة، لتكون المفاجأة الكبرى عندما أظهرت نتائج العملية أن جميع الشاحنات المفحوصة لم تكن معطلة بالشكل الذي تقرر فيه تحويلها إلى حظيرة الخردة وتركها مهملة في داخلها طيلة سنوات رغم حاجة البلدية إلى خدماتها، وحسب تأكيد مصادرنا دائما فقد تم ضبط عدد منها لم يكن ينقصها سوى قطع غيار بسيطة وليست بالمكلفة جدا حتى تستأنف نشاطها، ومن ذلك حاجتها إلى تغيير ممتص الصدمات، مصفيات الوقود، الهواء أو الزيت، بطاريات، أسطوانات الفرامل أو حتى نفخ إطارات أو استبدالها لا غير، في حين أن بعضها الآخر في حالة جيدة، بدليل أنها أعيدت إلى البلدية من طرف شركة ''سوناكوم'' وتم تشغيلها بشكل عادي في نفس يوم خضوعها للفحص التقني. يسجل أن الأصوات التي ظلت تستغيث وتطالب بضرورة تدخل والي وهران السابق من أجل وضع حد لحالة الإهمال التي كان يسيّر بها قسم النظافة والتطهير لبلدية وهران وفتح تحقيق حول ما كان يجري فيه من تسيب وغموض في الصفقات التي عقدت باسمه، قد أكدت أن عددا كبيرا من ضمن 130 شاحنة من نوع ''بانز''، ''سوناكوم''، ''ميطاكو'' وغيرها تم تحويلها إلى حظيرة حي الضاية الصغيرة بدعوى أنها ''خردة لا تصلح للصيانة، لم تكن تحتاج في الحقيقة إلا إلى تدخلات ميكانيكية بسيطة، مثلما نبهت إلى وجود عينة تم اقتناؤها قبل 4 سنوات وذات محركات ''تيربو'' قوية بقيمة مليار ونصف مليار للشاحنة الواحدة قد تم نزع قطع غيار منها يجهل مصيرها لحد الآن، ثم ركنت بالحظيرة بطريقة توحي بأنها خردة، في حين أن ترقيمها يثبت أنها مصنوعة في سنة ,2008 وبدلا من أن تخضع للصيانة، فقد توالت صفقات اقتناء بلدية وهران شاحنات جديدة أخرى، منها واحدة شكلت فضيحة وصلت إلى العدالة وتورط فيها مسؤولو بلديات تارة، والتعامل مع مؤسسات خاصة لجمع نفايات مدينة وهران بأموال باهظة تارة أخرى.