وزير الثقافة: وكالة الإشعاع الثقافي استهلكت ثلاث أرباع الميزانية دون تصوير مشهد واحد واسيني الأعرج: فيلم الأمير عبد القادر هو خيبة كبيرة جدا لا يزال فيلم الأمير عبد القادر منذ الإعلان عنه قبل تظاهرة "الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007"، مجرد مشروع كثير عنه الكلام وحيكت حوله عشرات الإشاعات والأقاويل، ليظل في النهاية "مجرد حلم" بعيد المنال. وتمر 132 سنة على وفاة الأمير عبد القادر، وهي نفس المدة التي قضاها الاستعمار الفرنسي في الجزائر "1830 -1962" ولا يزال عجز الجهات الرسمية في إنتاج عمل سينمائي يليق بهذه الشخصية الفذّة يطرح العديد من التساؤلات، بل تعدت ذلك فالبعض؛ يلقي باللوم والاتهامات على أطراف سياسية تمنع وتُعرقل هذا الإنجاز. وتم توقيف إخراج فيلم الأمير عبد القادر الجزائري للمرّة الثالثة على التوالي وهذه المرة بسبب استهلاك ثلاثة أرباع الميزانية العامة للعمل التي تم تقديرها ب200 مليار دينار سنتيم دون تصوير أي مشهد من العمل. وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تصريحات لموقع "العربية نت" إن "العمل تم توقيفه ويتم حاليا اختيار جهة منتجة للفيلم السينمائي الذي يكون في مستوى الأمير"، وقد اتّهم الوزير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالفشل في إنجاز هذا العمل، مضيفا أن "الوكالة استهلكت ثلاثة أرباع الميزانية العامة من الفيلم دون تصوير لقطة واحدة"، لكن الوزير لم يكشف عن أي إجراءات عقابية ملموسة بسبب استهلاك الميزانية من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وما مصير تلك الأموال إن لم يتم تصوير أي مشهد من الفيلم؟، في وقت تدعو فيه الحكومة إلى ترشيد الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة. وفي سنة 2005 تلقى الروائي واسيني الأعرج رسالة من رئاسة الجمهورية بعث بها له شخصيا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ويكشف الروائي فحواها بالقول "بعد إطلاعنا على روايتك الأمير فإننا أمام هذا الإبداع وهذه الدقة في وصف شخصيات الأمير المتعددة لا يمكن إلا أن نُثمّن عملك بتحويل كتاب الأمير إلى فيلم سينمائي ضخم يُبهر للعالم". ويضيف الأعرج "الرئيس بوتفليقة بعث لي رسالة لا زلت أحتفظ بها كانت مدهشة بمستواها وبالرغبة الباطنية بعد قراءته كتاب الأمير وانتهائه منه قال إني أرى هذا الكتاب سينمائيا". ويرى الروائي في تصريحات ل"العربية" أن "فيلم الأمير هو خيبة كبيرة جدا، لقد تحمست شخصيا لهذا الانجاز وأعتقد بأنه بالنسبة للأمير هناك معضلة كبيرة أكبر من مجرد فيلم سينمائي فهناك أطرافا مقربة من الرئاسة تسعى إلى عرقلة إخراج الفيلم". ويعود واسيني قليلا إلى الوراء حين تلقى رسالة شخصية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ويؤكد سعادته الكبيرة بذلك الاهتمام الذي ترجمته لقاءات مع رئاسة الحكومة آنذاك وبعض الفاعلين في السينما بتحويل الرواية إلى أضخم عمل سينمائي وبالفعل يقول واسيني "توجهنا إلى إيطاليا للاتفاق مع سيناريست مُتمكّن جدا ومحترف واتفقنا على وضع الملامح الجزائرية على السيناريو وفقا للتقاليد، وتم كتابة السيناريو وكان رائعا جدا وبعد اجتماعنا مع رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم توقف العمل كله بعد فترة قليلة فقط". ويعتبر واسيني أيضا أن إلغاء إخراج الفيلم للمرة الثالثة بسبب استهلاك ثلاثة أرباع الميزانية دون تصوير أي لقطة هو "أمر لا مسؤول خاصة إذا كانت الأمور واضحة منذ البداية" ويتعجب واسني في حديثه "لم أفهم كيف يعتمد المسؤولون على شخص لكتابة السيناريو لم يكتب في حياته نصا سينمائيا؟".