مالك الشقة الذي آوى منفذي هجمات باريس أمام القضاء أوضحت مصادر أمنية فرنسية قريبة من التحقيقات أنها عثرت على حزام ناسف داخل حاوية للمهملات في منطقة مونتروج بضاحية باريس الجنوبية وذلك بعد عشرة أيام على الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلا في العاصمة الفرنسية. وأكد مصدر في الشرطة العثور على الحزام المشبوه "عند العصر في مستوعب للنفايات" من قبل عمال تنظيف، وأن السلطات الأمنية بصدد التدقيق فيه. وأغلقت الشرطة الفرنسية المنطقة التي وصل إليها خبراء المفرقعات لتحليل الحزام الناسف، وبينت المصادر أنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كان هذا الحزام الناسف بحوزة صلاح عبد السلام أم لا. وأشار المصدر إلى أن موقع الهاتف المحمول للمشتبه به صلاح عبد السلام رصد في 13 نوفمبر الجاري في المنطقة التي عثر فيها على الحزام الناسف والذي يشبه الأحزمة التي استخدمها منفذو الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية في ذلك اليوم. وتعقبت السلطات الأمنية هاتف عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس، وتمكنت من تحديد مكانه ليلة الحادثة في منطقة "شاتيون" بالقرب من مونتروج. والفرنسي صلاح عبد السلام "26 عاما" الذي يقيم في بلجيكا قد يكون المنفذ الوحيد لاعتداءات باريس الذي لا يزال على قيد الحياة وفق الشرطة الفرنسية، ومن المرجح أن يكون قد أقام في حي مولنبيك الذي قامت الشرطة البلجيكية بمداهمات حملات اعتقال فيه. وأكد مصدر في التحقيقات أن عبد السلام سافر إلى إيطاليا في أوت الماضي مع رفيق له، حيث لم يكن آنذاك مطلوبا القبض عليه. وفي الأثناء، مثل أمام القضاء اليوم، جواد بن داود الذي آوى في شقته بضاحية سان دوني شمال باريس، المشتبه بهم في الهجمات. ونقلت رويترز عن مصدر قضائي أن بن داود الذي وفر مسكنا لثلاثة أشخاص قتلوا في مداهمة للشرطة الأسبوع الماضي، سيمثل أمام قضاء مكافحة الإرهاب. وكان المدعي العام الفرنسي قد أعلن الأحد الماضي تمديد احتجاز بن داود وفق قانون مكافحة الإرهاب. ويجيز هذا القانون -الذي بدأ تطبيقه عام 2006- احتجاز المشتبه بهم لمدة ستة أيام إذا كان هناك خطر وشيك بوقوع "عمل إرهابي" أو بغرض التعاون الدولي. وفي وقت سابق، ذكر بن داود لوسائل إعلام محلية أنه طُلب منه أن يؤوي شخصين في شقته لمدة ثلاثة أيام، لكنه نفى أن تكون لديه فكرة بأن لهم صلة بالإرهاب. ويعتقد المحققون أن قريبة المشتبه به الأول في الهجمات عبد الحميد أبا عود والتي كانت من بين القتلى الثلاثة في الشقة، تفاوضت مع بن داود للحصول على الشقة. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات البلجيكية عن الإبقاء على حالة الطوارئ القصوى في بروكسل ومناطقها حتى الاثنين المقبل، حيث تتواصل حالة التأهب الأمني لليوم الثالث على التوالي، بسبب ما قالت إنها تهديدات أمنية. وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، إن السلطات قررت إعادة فتح المدارس ومترو الأنفاق يوم الأربعاء، وسط مخاوف من وقوع هجمات على غرار ما حدث في باريس.