تدل المؤشرات على أن سنة 2016 ستعرف أدنى مستويات الأسعار بالنسبة للمحروقات بعد إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" خلال اجتماعها الأخير اول أمس رفع عتبة إنتاجها النفطي من 30 مليون برميل يوميا الى 31 مليون برميل لتضرب بجهود الجزائر ودول الممانعة داخل المنظمة عرض الحائط رغم مخاطر تدفق النفط الإيراني بعد رفع العقوبات على الجمهورية الإسلامية في إيران وانضمام إندونسيا مجددا الى قائمة الدول المصدرة للنفط حيث من المتوقع إثر ذلك أن يتجاوز سعر برميل خام ""برنت" خلال سقوطه الحر حاجز ال 40 دولارا مما سيزيد من متاعب الدول التي تعاني من صعوبات مالية بسبب أزمة الأسعار الحالية وعلى رأسها الجزائر التي تستعد لسنة 2016 بقانون موازنة عمدت فيه الى تقليص ميزانية التجهيز ومدت يدها لأول مرة منذ سنوات لتفرض إتاوات وضرائب على بعض المواد المدعمة وعلى رأسها الوقود والكهرباء. وفي هذا السياق جدد بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس" في تقرير حديث له توقعاته ببقاء أسعار النفط منخفضة لفترة طويلة مرجحا أن تستمر مدة هذا الإنخفاض "لفترة طويلة" بعد أن فشل أعضاء أوبك في الاتفاق على سقف جديد للإنتاج في اجتماع المنظمة في فيينا. وقال البنك البارز إنه يتوقع أن يكون انتاج اوبك من النفط الخام في 2016 أعلى قليلا من الانتاج الحالي البالغ 31.8 مليون برميل يوميا وهو ما يعني استمرار المناخ الحالي لسوق النفط الدولية الذي تطغى عليه تخمة في المعروض، وانعكاسا لذلك سجلت أسعار النفط للعقود الآجلة يوم أمس السبت هبوطا جديدا بعد ان قررت "اوبك الجمعة" ان تبقي على انتاجها قرب مستويات قياسية مرتفعة على الرغم من ضعف الأسعار مع إصرار الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية التي تقود المنظمة مواصلة مساعيها لحماية حصتها في سوق تعاني أصلا من تخمة في المعروض، حيث فشل وزراء دول كالجزائروإيران وفنزويلا في إقناع المنظمة بضرورة تخفيض سقف الإنتاج لدعم الأسعار، على العكس من ذلك قررت المنظمة تحديد سقف أعلى للحصص الإنتاجية مما ييسمح للدول الاعضاء بأن تواصل ضخ الخام فوق مستوى 31 مليون برميل يوميا وهي كميات ساعدت بالفعل على إبقاء أسعار النفط منخفضة لأكثر من عام. وأنهت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت جلسة التداول أمس السبت (تسليم 16 جانفي القادم) منخفضة 1.41 بالمائة لتسجل قبل التسوية عند الساعة 14:30 بعدل الزوال توقيت الجزائر سعرا عند 43.22 دولارا للبرميل ما يضع برميل "برنت " في موضع غير بعيد عن أدنى مستوى له قبل ست سنوات ونصف الذي كان مرتفعا عنه بأقل من دولار.