دق رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية، كاشفا أنه "تم تسجيل 50 ألف حالة عنف سنويا ضد الأطفال بالمدارس من بينها 10 بالمائة حالة عنف خطير يصل إلى حد الاعتداء الجسدي والجنسي والذي ينتهي بالقتل"، أي ما يعادل 5 آلاف قتيل سنويا". وأوضح خياطي على هامش اليوم الدراسي الدي تم تنظيمه بفندق السفير تحت شعار "نحو مشروع مدرسة جزائرية دون عنف"، أن هناك أكثر من 4700 حالة عنف من الأطفال على الأساتذة و4000 حالة عنف من الأساتذة على الأطفال، وأضاف خياطي أن من أسباب انتشار ظاهرة العنف على المستوى المدرسي، مشكلة اكتظاظ الأقسام، الرسوب المدرسي، والعلاقات بين الأستاذ والطفل. وحذر خياطي من انتشار رهيب لظاهرة العنف بالوسط المدرسي في السنوات الأخيرة وهذا يعود حسبه إلى مسألة الاكتظاظ داخل المؤسسات التربوية والرسوب المدرسي والتسرب المدرسي وكذا تراجع العلاقة ما بين الأستاذ والتلميذ، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق جلها بعامل السن ونقص التكوين المرافق للأساتذة والمعلمين، مضيفا أن "العنف ظاهرة خطيرة سلوكية بدرجة كبيرة ومن الصعب أن تجد لها حلا نهائيا وإنما اقتراحات وإن كانت في الظاهر مفيدة إلا أنه يتوجب تطويرها وتجسيدها على أرض الواقع من خلال تضافر كل الجهود وكل الفاعلين" . وللحد من الظاهرة كشف خياطي أنه "سيتم تقديم 3 اقتراحات تمس الأطفال وخاصة أوليائهم والتي تتعلق في مجملها بالتربية والأخلاق واللباس وكذا طريقة تعامل الأساتذة مع التلاميذ التي أصبحت اليوم تمثل علاقة أزمة حقيقية نظرا لغياب الاتصال والتواصل بينهما ". وأمام ذلك، دعا خياطي الأستاذ الى ضرورة معرفة سيكولوجية الطفل وذلك في ظل وجود تكوين مسبق له من الناحية الأخلاقية والسيكولوجية "حتى لا نصل إلى هذه الأمور الغريبة عن مجتمعنا"، مستطردا أن "ظاهرة العنف ضد الأطفال بكافة أشكاله أخذت منحى تصاعديا وأن الأستاذ إذا فتح باب التعدي الجسدي على الطفل فإنه سيفتح طريقا إلى المجهول". وعن الاقتراحات دائما، قال المتحدث إن "هناك عدة توصيات واقتراحات سيتم الخروج بها خلال هذا اليوم الدراسي تهم بالدرجة الأولى الأولياء والأطفال والمدرسين والإداريين والحراس، ومن بين هذه الاقتراحات إنشاء طاقم مؤطر للأساتذة وتكوينهم من الناحية السيكولوجية وتكوين حراس المدارس، مضيفا أنه يجب علينا كمسؤولين وأيضا كأولياء أن تتضافر كل الجهود سواء من طرف المجتمع وأسلاك الأمن والأولياء لإنجاح هذا المشروع وإنشاء "مدرسة جزائرية دون عنف".