وضعت بلدان إفريقية من بينها الجزائر وتونس، خطة استباقية تتضمن حزمة من الإجراءات الوقائية، وذلك تحسباً لعودة مئات المقاتلين من سوريا. وتوقع أمس مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، فرار المزيد من المقاتلين من بؤر التوتر في سوريا والعراق مثلاً، كما أنّ عدداً منهم سيحاولون العودة إلى بلدانهم أو الاستقرار في ليبيا. وكان المدير العام للحريات العامة والشؤون القانونية بوزارة الداخلية، محمد طالبي، قد أكد وفقا لمضمون تقرير رسمي أن "الجزائر معنية بقدر ضئيل بظاهرة تجنيد الشباب من طرف منظمات إرهابية دولية بمنطقة الشرق الأوسط، وأن عددهم في حدود 100 عنصر". وبعد أن ذكر أن إفريقيا "عانت لمدة طويلة من مختلف أشكال العنف والتطرف والتعصب والإرهاب"، أوضح شرقي أنه "لن يتم الانتصار على الإرهاب إلا إذا تضافرت الجهود في مكافحة كل أشكال التهديد". ويرى شرقي خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أنه بعد اشتداد الضربات الروسية أو غارات التحالف الدولي في سوريا، فإن التنظيمات الإرهابية ستتفكك، وسيفر الكثير من المقاتلين باتجاه مناطق يعتقدون أنّها أكثر أماناً بالنسبة إليهم. وأول ما يفكر فيه هؤلاء هو العودة إلى بلدانهم بشكل يستدعي القيام بتدابير وقائية من قبل الحكومات لمواجهة هذه التحدّيات. كما أكد شرقى على ضرورة "فرض برامج مكافحة الإرهاب والتطرف في التعامل مع الجهات المعنية بما في ذلك المجتمع المدني والمجتمعات المحلية والسلطات الدينية ومؤسسات التعليم ووسائل الإعلام". وشدد على أهمية "معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للحد من انتشار الفكر المتطرف وإصلاح التشريعات وإطلاق برامج تأهيل السجون وبناء القدرات الوطنية". وخلص شرقي إلى أن مفوضية الاتحاد الافريقي "ستواصل العمل مع الشركاء من أجل دعم الدول الأعضاء في التصدي للظروف المساعدة على تفشي التطرف وتجنيد الإرهابيين في إطار الجهود الرامية لمنع الإرهاب ومكافحته". وبعد أن أشار إلى أنه "لايمكن تبرير الأعمال الإرهابية بأي حال من الأحوال"، شدد شرقي على ضرورة "استقراء تعاطف بعض مكونات المجتمع مع المجموعات الارهابية والمتطرفة والتمعن في المظالم المحلية والتوجهات الإيديولوجية والفجوة بين الحكومة والمواطنين". وأوضح أن "التطرف والتطرف العنيف سواء كان نزعة سياسية أو دينية تشكل مصدر قلق كبير للاتحاد الافريقي". لذلك كانت القارة الافريقية كما قال من " بين الأوائل الذين أدركوا ضرورة رد عالمي منسق على التهديد الإرهابي بعدما واجهت القارة مختلف أشكال التطرف بما في ذلك التطرف الديني والتعصب والتهديد الذي يشكله الارهاب على الأنظمة الديمقراطية الفتية وحتى على بقائها".