في الوقت الذي تدور رحى المعارك بين الميليشيات الليبية، يتطلع المسؤولون الغربيون للحصول على تفويض بشن هجمات على معاقل الميليشيات المتشددة، قبل أن تبسط داعش سيطرتها على أجدابيا التي تعتبر بوابة النفط للبلاد. وتقف المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو البريطاني والأمريكي والفرنسي على أهبة الاستعداد لتوجيه ضربات من القواعد الجوية في المتوسط، بالإضافة لتسييرها طائرات الدرونز وطائرات الاستطلاع التي تخترق الأجواء الليبية. كما ترددت أنباء عن انتشار وحدات من القوات الخاصة الأمريكية في الصحراء الليبية، حيث رصد بعضها في مطار الوطية غربي البلاد الأسبوع الماضي. إلا أن الغرب لن يعكف على القيام بأي خطوة عسكرية تصعيدية قبل تقديم دعوة رسمية من قبل الحكومة الليبية التي يؤمل أن تتم في القريب العاجل، خاصة بعد إعلان الأممالمتحدة الأسبوع الماضي عن حكومة ائتلافية جديدة في البلاد. ويخشى مسؤولون غربيون أن يؤدي القصور عن استهداف الميليشيات المتشددة في ليبيا، إلى انعكاسات سلبية على النجاحات التي يتم تحقيقها في القصف المكثف لداعش في العراقوسوريا، فضلا عن تمكين تنظيم داعش من تشكيل معاقل قوة له في شمال إفريقيا. وبحسب مراقبين، يعمل داعش على إعادة تشكيل للتنظيم عالميا، خاصة في ظل حملات التجنيد وانضواء عناصر جديدة من السودان وسوريا وتونس واليمن إلى التنظيم في ليبيا، سواء عبر فرار العناصر من سوريا عبر الحدود التركية أو عبر الصحراء الليبية جنوبا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد كشف عن استراتيجية، بضرب داعش في سورياوالعراق وليبيا في نفس الوقت، مشيرا إلى أن تحالفا تقوده واشنطن سيتمكن من هزيمة داعش وتجفيف منابعة بشكل منهجي. وقبل أربع سنوات، تمكن قصف حلف شمال الأطلسي من تغيير اتجاه المد في المعارك ضد القذافي. ويعتقد الخبراء العسكريون أنه يمكن تكرار ذلك مرة أخرى، خاصة مع التعبئة في المنطقة لأساطيل الطائرات في وضع الاستعداد لتحرك عسكري؛ فمقاتلات F16 الأميركية، التي قصفت تجمعات لتنظيم القاعدة في يوليو الماضي، تتمركز في قواعد لها في إيطاليا، بينما تتأهب طائرات سلاح الجو البريطاني في قبرص، في الوقت الذي تجمع طائرات الاستطلاع الفرنسية المعلومات الاستخباراتية عن تحركات التنظيمات المتطرفة، بوجود قوات خاصة أميركية على الأرض. وبحسب مصادر ليبية فإن تلك القوات كانت تقوم بمهام استطلاعية داخل الأراضي الليبية منذ أسابيع، مستخدمة مجموعة من طائرات العمليات الخاصة. من ناحية أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي رسمياً في بيان له مقاطعته أي اتصالات مع أي طرف ليبي لا يعترف بحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن الاتفاق السياسي الموقع الخميس بالصخيرات المغربية. وفي غضون ذلك أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده تستعد لنشر نحو ألف جندي من قواتها المسلحة في ليبيا للمساعدة في قتال التنظيم الإرهابي، وتدريب القوات الأمنية المحلية.