قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن بلاده وتركيا اتفقتا على إنشاء "مجلس تعاون استراتيجي"، لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكداً "أهمية هذا المجلس في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة". وكشف الجبير، خلال مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء 29 ديسمبر 2015، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، بالعاصمة السعودية الرياض أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشكيل مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين، وتم التوجيه بتأسيسه". تعزيز العلاقات بين البلدين وأضاف الجبير، "الهدف من تأسيس المجلس، هو تعزيز العلاقات في كل المجالات، وخدمة للبلدين، والشعبين، وللأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما وأن السعودية وتركيا لديهما علاقات تاريخية وقديمة، وهناك شركات تركية عديدة تعمل في البلاد، وتبادل اقتصادي، وتجارة، واستثمارات، وسياحة بين البلدين". وتابع، "الهدف من المجلس الذي تم التوجيه بإنشائه، هو تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين، وجعلها تتم عبر مؤسسات، لكي تكون هناك استمرارية، ويكون هناك تنسيق أقوى وأكثر". وأضاف "الهدف أيضاً هو تعزيز العلاقات لخدمة البلدية والشعبين، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والتحديات التي نواجهها سوياً في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، سواء فيما يتعلق بالإرهاب والتطرف، أو بتدخلات إيران السلبية والعدوانية في شئون المنطقة". توحيد المعارضة السورية وقال في هذا الصدد "السعودية وتركيا ملتزمتان بتوحيد صف المعارضة السورية، ويعملان مع بعض في هذا المجال، ولا زلنا نعمل مع بعض، ومع دول حليفة أخرى فيما يسمى مجموعة باريس، ومجموعة فيينا، من أجل حث المجتمع الدولي على الالتزام بإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، لا يكون لبشار الأسد أي دور فيه". كما أشار الجبير إلى أن قتل زهران علوش زعيم جماعة جيش الإسلام السورية في ضربة جوية روسية الأسبوع الماضي لا يخدم عملية السلام في سوريا.. ولا يخدم محاولة الوصول إلى حل سياسي للأزمة. وأضاف "أنا لا أعرف ما يدور في أذهان الروس ولا أعرف السبب الذي جعلهم يقومون بفعل مثل هذا ولكن ما أعرفه أنه إذا أردنا الوصول إلى حل سلمي في سوريا (علينا) أن نتعامل مع كل الفئات السورية التي لم تلطخ أيديها بالإرهاب.. والجماعات الإرهابية معروفة." النظام السوري يتعاون مع المنظمات الإرهابية من جهته، حذر وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، من أن "هناك أطراف تحاول أن تجعل المنظمات الإرهابية في صف المعارضة، وأن تجعل العالم ينظر إليها على أنها معارضة"، لافتًا أن "النظام السوري يتعاون مع المنظمات الإرهابية". وأكد أن بلاده "تدعم المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض بشكل كامل". وتابع "كل هجوم ضد المعارضة المعتدلة في سوريا لا يقوي نظام الأسد فقط، بل يقوي داعش، ونحن نعرف أن 9% فقط من الضربات الجوية الروسية في سوريا، ضد داعش، و91% ضد المعارضة المعتدلة". وقال جاويش أوغلو "نحن نؤمن أن الأمن والاستقرار والرفاهية لن تتحقق في سوريا دون أن يذهب بشار الأسد، وهذا ما نراه منذ 5 سنوات، وهذا موقفنا منذ بداية الأزمة السورية". وأضاف، "المعارضة المعتدلة الجميع يدعمها، ونأمل أن يستمر ذلك الدعم، ونشكر السعودية على دعمها السياسي للمعارضة المعتدلة، وأشكرها على مؤتمر الرياض، الذي كان أكثر المؤتمر شمولًا للمعارضة السورية". وفيما يتعلق بالمفاوضات للوصول لحل سياسي من خلال المفاوضات قال جاويش أوغلو، "نعتقد أن المعارضة لديها وفدها الخاص بها، ويجب أن يكون للنظام وفده الخاص به، لكي يتفاوضا على ما تم الاتفاق عليه في إطار اتفاق جنيف 1". وتعد هذه الزيارة هي الثانية لأردوغان خلال 10 شهور بعد الزيارة التي قام بها للسعودية في مارس/آذار الماضي، وأجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي، والثالثة له للبلاد خلال هذا العام، بعد الزيارة التي قام بها في يناير/كانون ثانٍ الماضي لتقديم واجب العزاء بوفاة العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز.