280 ألف مسافر حُرموا من التنقل عبر 600 رحلة قطار في أربعة أيام تواصل أمس لليوم الرابع على التوالي، الإضراب المفاجئ لعمال السكك الحديدية، محدثا أزمة نقل خانفة للمواطنين وخسائر مادية جسيمة للشركة الوطنية للسك الحديدية، بعد أن تم إلغاء 600 رحلة طيلة أربعة أيام، حرمت 280 ألف مسافر من التنقل عبر القطار. وأبدى المحتجون تمسكهم بمواصلة الاحتجاج إلى غاية تزويد السكك الحديدية بأنظمة الأمن وإشارات السلامة ووضع حد لحالة الإهمال التي تميز القطاع، ما يتسبب في كل مرة في وقوع حوادث مميتة. ويبدو أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية لم تستطع التوصل إلى اتفاق مع نقابة عمال القطاع، وهو ما يظهر جليا في استمرار الإضراب أمس لليوم الرابع على التوالي. فيما تحفظت بعض المصادر على الاضراب بسبب التوقيت الذي اختارته النقابة للإعلان عن الإضراب والمتمثل في الاحتفالات بنهاية السنة، ماعطل عمل العديد من الإدارات، لاسيما وأنه تزامن مع العطلة الأسبوعية هذا وقد شل عمال السكك بإضرابهم الوطني الذي بلغ نسبة استجابة كبيرة، شلوا من خلاله جميع الخطوط الرابطة بين الضاحيتين الغربية والشرقية للجزائر العاصمة تنديدا بسياسة غياب الأمن وعدم توفر أعوان الحراسة عبر المعابر المرورية، وجاء الاضراب تضامنا مع احد السائقين الذي لقي حتفه في حادث أليم في بلدية أقبو بولاية بجاية، إثر اصطدامه بشاحنة، لتضاف إلى الحوادث المتعلقة بتهاون أعوان الحراسة على مستوى المعابر المرورية. وجاء الإضراب أيضا تنديدا بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها إدارة الشركة والمتعلقة بالعقوبات التي يتعرض لها السائقون والتي قد تصل إلى السجن في حالة ارتكابهم أي أخطاء، حيث توجه لهم الاتهامات مباشرة حسب ممثلي النقابة في حالة وقوع أي حادث على غرار الحادث الشهير المتعلق باصطدام قطارين بمحطة القطار لحسين داي العام الماضي، بينما لا توفر لهم الشركة أي حماية في حال تعرضوا لحوادث مميتة . وقد تسبب الإضراب الوطني في شلل تام لحركة القطارات وأدى إلى إلغاء أزيد من 150 رحلة يوميا تربط بين الضاحيتين الشرقية والغربية ومحطة الجزائر، تُقل 70 ألف مسافر، أي بمعدل 600 رحلة في أربعة ايام و 280 ألف مسافر حرموا من التنقل عبر القطار خلال أربعة ايام، حيث وجد المسافرون أنفسهم في فوضى بمختلف محطات النقل بالعاصمة وما جاورها من مدن، هذه الحالة التي قال عنها المسافرون إنها غير عقلانية ووصفها البعض الآخر ب«اللامسؤولة"، بسبب عدم تحمل وزارة النقل مسؤوليتها عن تنظيم هذا القطاع الذي أصبح يعرف فوضى بسبب إضراب عمال السكة الحديدية وشلل حركة النقل بالقطارات في كل مرة. وتساءل المسافرون عن من يتحمل المسؤولية في الوقت الذي أضحى المواطن يتكبد عناء التنقل والتعب النفسي والجسدي في محاولة منه لإيجاد مقعد شاغر بحافلة ليصل إلى وجهته، ليجد نفسه أمام واقع مر ورحلة الجري والبحث عن وسيلة تقله في ظل الأزمة التي تعرفها محطات النقل، بسبب النقص في الحافلات.