ألغيت أكثر من 600 رحلة قطار بعد الإضراب الذي شنه عمال النقل بالسكة الحديدة لليوم الثالث على التوالي، وحُرم أكثر من 30 ألف مسافر من التنقل، كما تكبدت الشركة خسائر مادية مُعتبرة خاصّة بعدما شملت الحركة كل المحطات عبر الوطن وبلغت نسبة استجابة تقدر ب100%. وحسب مصدر عليم من الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، فإن الإضراب الذي انطلق في المحطات الجهوية للوسط انتقل إلى جميع المحطات، ما يعني شللا تاما وكاملا في النقل بالسكة الحديدية. وأفاد نفس المصدر بأن الرحلات المبرمجة يوميا من وإلى العاصمة تتعدى 200 رحلة، وقد تعطلت جميعها خلال أيام الإضراب الثلاثة الماضية، أما عدد المسافرين الذين حرموا من التنقل عبر السكة الحديدة، فأفاد نفس المصدر أنه بلغ 10 آلاف مُسافرا يوميا، ما أدى إلى حِرمان أكثر من 30 ألف مسافر من التنقل. وأفاد ممثل النقابة زبير بلامان ل ”الخبر” بأن الرحلات الخاصة بالمسافرين والبضائع توقفت معا، وأن الشلل عم جميع أنحاء الوطن، وأفاد أن رحلات نقل الوقود توقفت بدورها، ما سيخلف أزمة حادة في هذه المادة الحيوية في كل الولايات، خاصة أن ”الإدارة لا تستجيب لمطالب العمال، والعمال بدورهم لن يوقفوا الحركة الاحتجاجية ما لم تلبَّ مطالبهم”، ما يوحي باستمرار الأزمة لأيام وربما أسابيع. نفطال: اتخذنا كل الاحتياطات لمواجهة أية أزمة محتملة من جهته، قال رئيس الاتحاد الوطني لمحطات الوقود والخدمات الخاصة حميد آيت عنصر ل ”الخبر”: ”هناك اتصالات مستمرة مع المسؤولين المباشرين بمؤسسة نفطال حول إمكانية تأثير الإضراب الذي شنه عمال النقل بالسكك الحديدية على تزويد محطات الوقود، ومن ثمة تسجيل أزمة تضاهي التي سجلت منذ عدة أشهر”. ولحد الآن، يضيف آيت عنصر، ”تلقينا تطمينات من مؤسسة نفطال بوجود كميات كافية من الوقود كونها رفعت مستوى التخزين، ومع ذلك فإن القطارات تلعب دورا محوريا أيضا في نقل الوقود ولا يمكن التخلي عنها، وإن حدث ولم يؤثر في بداية الإضراب، فإن الوضع مرشح للتغير وتسجيل تذبذب إذا تجاوزت مدة الإضراب أسبوعا”. من جهته، ذكر المكلف بالإعلام بمؤسسة نفطال جمال شردود أن المؤسسة أخذت كل احتياطاتها لأي طارئ، وأن الاتفاقية المبرمة بين نفطال وشركة النقل بالسكك الحديدية تخص فرعا من هذه الشركة مخصصا لنقل الوقود، وليس له علاقة بفرع نقل المسافرين وهي لم تتضرر بالإضراب.