فرنسا تدعو روسيا وبشار الأسد إلى وقف قصف المدنيين أكدت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة أن هناك أكثر من 400 ألف مدني سوري يعانون الحصار ونقصا شديدا في الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن أطراف النزاع باتت تجأ إلى حصار المدنيين كوسيلة للضغط. وقالت عطيفة أن قوافل المساعدات أصبحت في طريقها لإغاثة حوالي 40 ألف مدني محاصر في بلدة مضايا بريف دمشق ، و20 ألف آخرين في الفوعة وكفريا بريف إدلب. وأوضحت عطيفة، أن المساعدات تتضمن مواد غذائية وأدوية وملابس وبعض المكملات الغذائية، التي تستخدم في علاج سوء التغذية بين الأطفال، بالإضافة إلى مواد تستخدم في عمليات الإغاثة والطوارئ. وانطلقت القوافل من دمشق وحمص باتجاه المناطق المحاصرة، على أن تصل بصورة متزامنة، وقد رافقها موظفون بالأممالمتحدة، وممثلون عن هيئات إنسانية تعمل تحت مظلة الأممالمتحدة في سوريا. وأشارت عطيفة إلى أن آخر مرة وصل فيها برنامج الغذاء العالمي إلى مضايا ومناطق أخرى محاصرة بريف إدلب، كان في 17 أكتوبر، بناء على اتفاق بين أطراف الصراع، مشيرة إلى أن المساعدات التي قدمت حينها كانت تكفي ل 20 ألف شخص لمدة شهر. ودعت عطيفة أطراف الصراع للسماح بدخول المساعدات لحوالي 400 ألف مدني محاصر بمختلف أنحاء سوريا، مشيرة إلى أن أطراف الصراع أصبحت تلجأ إلى حصار المدنيين كسلاح ووسيلة للضغط. وفي الأثناء، أكدت تقارير دخول سيارات الهلال الأحمر إلى بلدة مضايا في ريف دمشق تمهيدا لدخول قوافل المساعدات الإنسانية للبلدة، بالتزامن مع دخول قوافل مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، تنفيذا لبنود الاتفاق الخاص بمضايا التي تعاني حصارا خانقا منذ شهور. وقالا التقارير إن لجانا متخصصة ستتولى توزيع المساعدات على نحو أربعين ألف شخص من سكان مضايا، موضحة أن مواد الإغاثة تكفي لشهر واحد فقط. وفي المقابل، تولى عناصر جيش الفتح التابع للمعارضة المسلحة حماية القوافل حتى وصولها لبلدتي الفوعة وكفريا. وينص الاتفاق الذي انعقد بين المعارضة والنظام على دخول المساعدات إلى البلدات الثلاث في الوقت نفسه، وسيتولى الهلال الأحمر السوري نقل الشاحنات الموجهة لبلدتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للنظام من منطقة قلعة المضيق بريف حماة، ومنها عبر مناطق سيطرة المعارضة، ثم تتولى فصائل جيش الفتح المعارضة حماية القوافل حتى وصولها للبلدتين وفق تقديرات المعارضة. من ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إلى رفع الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مضايا، وإلى وقف الغارات الروسية وقصف قوات النظام التي تستهدف المدنيين. وقبل أيام من بدء المفاوضات بين الأطراف السورية تحت إشراف الأممالمتحدة، قال فابيوس لدى استقباله وسائل الإعلام بمناسبة العام الجديد، إن ثمة "ضرورة مطلقة لأن يوقف نظام الأسد وروسيا عملياتهما العسكرية التي تستهدف المدنيين، وأن تنتهي مأساة مضايا وكل المدن السورية التي يحاصرها النظام".