متظاهرون رددوا شعارات عنصرية لا تمت بصلة لمعتقدات سكان المنطقة فشل أمس أنصار الحركة من أجل الحكم الذاتي بالقبائل ‘'الماك" في تنظيم مسيرة حاشدة، بسبب ضعف المشاركة التي اقتصرت على عشرات المواطنين. واضطر المنظمون إلى الاستنجاد بالأطفال لتوزيع مناشير تحرّض على "العنف والعصيان". وتعد خرجة أمس صفعة ثانية لفرحات مهني بعد تلك التي تلقاها خلال تأبينية الزعيم حسين آيت أحمد، حيث منعه يوغرطة آيت أحمد، نجل "الدا الحسين"، من تناول الكلمة. كما رفض مصافحته خلال مراسيم الترحم على روح الفقيد، بلوزان السويسرية. ونظم عشرات المناضلين في الحركة من أجل الحكم الذاتي بالقبائل ‘'الماك''، مسيرة باهتة، بمناسبة احتفالية رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2966 ، انطلقت من جامعة مولود معمري بتيزي وزو باتجاه مقر المتحف البلدي. ورفع المتظاهرون الذين استغلوا حركة احتجاجية ضد رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، خلال مسيرتهم التي جابت مختلف شوارع المدينة، لافتات للدعوة إلى ‘'تطبيق نظام الحكم الذاتي بمنطقة القبائل'' و''العمل من أجل إرساء السلم والحفاظ على أمن منطقة القبائل''، ناهيك عن المطالبة ب''تحسين مستوى معيشة الشعب الجزائري" و«عدم الرضوخ لإجراءات التقشف". ولوحظ أمس تراجع كبير لأعداد المشاركين في هذه المسيرة التي دأبت حركة "الماك" على تنظيمها بشكل دوري. كما تم تسجيل غياب كبير لعدد من مواطني الأحياء الشعبية بالمدينة، خصوصا تلك التي ينتمي إليها المنظمون، وامتنع أيضا عدد من الطلبة الجامعيين عن الاستجابة لنداء المسيرة وهو الأمر الذي أدى لحدوث ارتباك كبير وسط بعض المتظاهرين الذين فضل عدد منهم العودة إلى منازلهم وإلغاء الوقفة الاحتجاجية والمسيرات التي كانت تريد الانطلاق من بعض الأحياء المجاورة. كما اغتنم أتباع فرحات مهني فرصة غضب أنصار "الشبيبة"، للتنديد بالنظام الحاكم الذي وصفوه ب''المستبد'' و''ناهب الثروات''، داعين سكان منطقة القبائل إلى التجنيد والالتفاف وراء حركة فرحات مهني التي تتبنى الانفصال والحكم الذاتي بالمنطقة. ورفع أنصار حركة ‘'الماك''، التي يترأسها المناضل السابق في الأرسيدي والحركة البربرية، فرحات مهني، أعلاما غير العلم الوطني ووزّعوا مناشير تحرّض على التظاهر والاحتجاج للضغط على السلطة ومطالبتها بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل. هذه المسيرة انطلقت من جامعة فرحات معمري وباتجاه مقر المتحف البلدي، مرورا بشارعي لعمالي أحمد وعبان رمضان. ولوحظ في هذه المسيرة لأنصار ‘'الماك'' أن أغلبية المشاركين فيها من الأطفال والمراهقين الذين رددوا شعارات عنصرية لا تمت بصلة لمعتقدات سكان المنطقة، وهو ما أثار استهجان سكان المدينة الذين تبرّؤا من هذه التصرفات. وحضر المسيرة أيضا مجموعة من الأشخاص يقولون إنهم يمثلون منطقة الميزاب بغرداية. وانصرف المتظاهرون في هدوء بعد وصولهم إلى المقر السابق لبلدية تيزي وزو.