استغل مناضلو وأنصار الحركة الانفصالية التابعة لفرحات مهني، أمس، أجواء الاحتجاجات في ولايات الجنوب والاحتقان السائد في غرداية لتنظيم مسيرة "استفزازية" في تيزي وزو، تنادي بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل. وبالموازاة علمت "البلاد" أن موفدين عن حركة "الماك" شرعوا في التحضير لعقد اجتماعات سرية في ولاية بجاية تتناول "تعبئة المواطنين بكثافة للخروج إلى الشارع" ورفع مطالب الحركة. وخرج أمس أنصار حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل "الماك" في مسيرة وسط مدينة تيزي وزو للتنديد بما وصفوه "القمع الذي يتعرض له مناضلو الحركة البربرية"، وجدد المتظاهرون خلالها مطالبهم، حيث رفعوا شعارات ضد السلطة وأخرى تطالب بالحكم الذاتي للمنطقة. وذكر المنظمون عبر مكبرات الصوت وسط مراقبة لمصالح الأمن، أن " الحركة التي يقودها فرحات مهني والمطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل نجحت في تجنيد أكبر عدد من سكان ولاية تيزي وزو للمشاركة في هذه المظاهرة السلمية". وانطلقت هذه المسيرة من جامعة حسناوة في حدود الساعة الحادية عشرة، حيث سار المشاركون فيها باتجاه "الفوارة" الكائنة بالقرب من متحف مدينة تيزي وزو، مرورا بشارع الشهيدين "لعمالي أحمد" و«عبان رمضان". ولم يتردد المشاركون في هذه المسيرة في رفع شعارات معهودة في مثل هذه المناسبات منها "التهميش يطال منطقة القبائل" و«صححوا التاريخ نحن لسنا عربا"، و"أولاش السماح أولاش". واستغلت الحركة هذه المسيرة لرفع لافتات استفزازية وشعارات مختلفة يطالبون من خلالها بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل. وفسر الملاحظون التعجيل بتنظيم هذه المسيرة لأنصار "الماك" في إطار سياسة "صب الزيت على النار" لتزامن هذه المسيرة مع حالة الغليان التي يشهدها الشارع في جنوب البلاد، احتجاجا على مشاريع استخراج الغاز الصخري في عين صالح وتمنراست، وكذا حالة العنف المندلعة في شوارع غرداية بسبب تجدد المواجهات بين العرب والميزابيين. وقبل تنظيم المسيرة، عقدت حركة "الماك" أمس الأول اجتماعا بتيزي وزو طرحت خلاله ورقة عمل لمواجهة ما تصفه بالمضايقات التي يتعرض لها كافة الفاعلين في الميدان الاقتصادي والهادفة حسبهم لتهجير التجار وأصحاب المصانع من منطقة القبائل عبر سلسلة من الضغوطات، على رأسها المبالغة في الضرائب التي يتم فرضها على المعنيين. وفي الاجتماع ذاته تمت مطالبة الحاضرين بجمع الملفات الإدارية من أجل استخراج وتوزيع ما بات يعرف ببطاقة التعريف الأمازيغية عبر مختلف البلديات والتجمعات السكنية كترجمة ميدانية لفكرة الانفصال التي تدعوا إليها حركة الماك. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر "البلاد" أن موفدين عن فرحات مهني شرعوا في التحضير لعقد اجتماع خاص هذا الأسبوع بمدينة فرعون بولاية بجاية من أجل التباحث حول كيفية دفع سكان المنطقة نحو تنظيم مسيرة حاشدة، وهي النقطة التي تم التطرق لها في اجتماع مماثل عقد قبل يومين بمدينة سمعون الواقعة على بعد 42 كلم غرب مدينة بجاية والتابعة إداريا لدائرة أميزور.