أعين "الألمان" على الصحراء الجزائرية تم الاتفاق خلال لقاء الأعمال الجزائري الألماني أمس ببرلين، على إنشاء وحدات لإنتاج قطع الغيار في الجزائر، حيث تم التوقيع على عقود هامة مع عملاق صناعة السيارات الألمانية "مرسيدس" في مجال قطع الغيار، في حين قررت "فولس فاكن" إرسال وفد لها الشهر القادم إلى الجزائر لترسيم الاتفاق على إنشاء مصنع لشركة الألمانية لتركيب 100 ألف سيارة في ولاية غليزان وستقوم الشركة الألمانية بمراسلة وزارة الصناعة والمناجم لإعلان الموافقة النهائية على المشروع. وحسب ما نقلته مصادر إعلامية، فإن عملاق صناعة السيارات في مقاطعة فولسبوغ الألمانية يطالب بنفس الامتيازات الممنوحة لمصنعي بيجو ورونو الجزائر. من جهة أخرى، عبر المتعاملون الاقتصاديون الألمان عن اهتمامهم بالاستثمار في الجنوب الجزائري ومدن الصحراء الكبرى ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس عن الوفد الجزائري الذي شارك منتدى الأعمال الجزائري الألماني أن عقودا قد وقعت مع الشركاء الألمان في مجال الري وتطوير الفلاحة في الجنوب الجزائري الكبير"، موضحا أنه فضلا عن ملف "الطاقة الشمسية" الذي تم التطرق إليه من عدة جوانب، لا سيما ما تعلق بمشروع "ديزرتيك" قررت الجزائر إعادة بعث الصناعة النسيجية من خلال التوقيع على عقود مع شركاء ألمان. وأضاف المصدر ذاته أن "الشركات الألمانية متواجدة بالجزائر "حوالي 200 شركة" تنوي توسيع نشاطاتها وأخرى تريد الاستثمار في أشغال كبرى ذات الصلة بالبيئة خاصة في ورڤلة والوادي، في حين تبدي شركات أخرى اهتماما بالصناعات الغذائية في الجنوب الكبير والزراعات في المساحات الكبرى". وترأس أشغال المنتدى الوزير الأول عبد المالك سلال الذي عرض تقريرا حول التنمية الاقتصادية في الجزائر وكاتب الدولة للوزارة الألمانية للاقتصاد والطاقة أوفي بيكمايرن. وتضمن برنامج المنتدى تنظيم جلسة علنية متبوعة باجتماع للأعمال في قطاعات الميكانيك والمناولة في مجال السيارات والإلكترونيك والكهرباء والصناعات الفلاحية والنقل البحري والسكك الحديدية وصناعة السفن والطاقات المتجددة والبتروكيمياء والكيمياء الصناعية ومواد البناء. إلى ذلك، دعا الوزير الأول عبد المالك سلال المتعاملين الاقتصاديين الألمان إلى اغتنام فرص الاستثمار "الضخمة" التي توفرها الجزائر، معربا عن أمله في تطوير العلاقات بين البلدين والرقي بها إلى مستوى "شراكة قوية". وذكر في كلمة له أمس عند افتتاح ندوة صحافية مشتركة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالفرص "الضخمة" للاستثمار في كل القطاعات التي يتوفر عليها الاقتصاد الجزائري "الذي استفاد من ديناميكية قوية بفضل برامج التنمية التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". و دعا الشركاء الألمان إلى "اغتنام هذه الفرص خاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القادرة على الإسهام في الاستثمار المنتج وخلق الثروة ومناصب شغل ونقل التكنولوجيا وترقية التكوين المهني". وأوضح أن المحادثات "الإيجابية" التي جمعته بالمستشارة الألمانية سمحت بالتطرق إلى "كل الملفات الثنائية مع التركيز على إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين والرقي بها إلى مستوى شراكة قوية"، لافتا إلى روح الثقة المتبادلة التي تطبع العلاقات بين الجزائر وألمانيا. كما تناول الطرفان-يضيف سلال- عديد الملفات الدولية والمسائل ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى تطابق وجهات نظر الجزائر وألمانيا خاصة فيما يتعلق "بتفضيل في كل الأحوال الطرق السلمية في حل النزاعات والخلافات وضرورة البحث عن سبل إرساء دعائم السلم والاستقرار في كل أرجاء العالم". وقال في هذا الخصوص "إننا جد متفائلين ومقتنعين" ببلوغ هدف تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين "لأننا نمتلك من الإرادة السياسية والإمكانات ما يكفل لنا تجسيد ذلك في الميدان. تفاؤلنا نابع أيضا من واقع هذه العلاقات التي سجلت تجارب متعددة ناجحة ومستمرة". واستقبل الوزير الأول خلال هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا من طرف المستشارة الألمانية كما تحادث مع رئيس البرلمان نوربرت لامرت على أن يستقبل من قبل الرئيس الألماني يواكيم غاوك في وقت لاحق.