استفحال ظاهرة المتاجرة بالمخدرات وسرقة السيارات وحيازة أسلحة نارية ذكر تقرير حديث صدر عن القيادة الجهوية للدرك بعاصمة الغرب الجزائري وهران أن ولايات: مستغانم، النعامة وغليزان شهدت تصاعد الجريمة بشكل لافت خلال السنة المنقضية بزيادة 14 بالمائة مقارنة بسنة 2014، وهو ما أثار قلق ومخاوف السلطات الأمنية المختصة التي لمست تطور الجريمة وأشكالها في القرى والمدن بهذه الولايات التابعة لاختصاص الدرك من أصل 13 ولاية تضمها القيادة في عضويتها. وتشير تسريبات من التقرير إلى أن الجرائم تنوعت بين سرقة السيارات وتفكيك لواحقها وتزوير ألواحها وتهريب ونقل والمتاجرة بالمخدرات والخمور والهجرة غير الشرعية وجرائم القتل مع سبق الإصرار والترصد إضافة إلى حيازة بنادق ومسدسات أوتوماتيكية دون مبرر قانوني، وهو ما وسع دائرة الجريمة والمجرمين في هذه الجهة من القطر الوطني، إلا أن وتيرة الجرائم المرتكبة بسبب المخدرات القادمة من المغرب، عرفت ارتفاعا وصلت إلى 67 بالمائة في مجموع الجرائم وذلك حسب التقرير السري للغاية الذي طلبته القيادة العامة للدرك للوقوف على حجم الجريمة في الضاحية. وبشيء من التفصيل، قالت المصادر إن أغلب المتورطين في هذه الجرائم المتنامية ينتمون إلى المناطق الهامشية والأحياء الشعبية تتراوح أعمارهم بين 24 و35 سنة، وبينت الإحصائيات الأمنية أن ولاية النعامة وحدها سجلت ارتفاعا في عدد قضايا تهريب ونقل المخدرات المغربية المصدر بحوالي 54 قضية تتعلق بهذه الجريمة من النوع الأول بمعنى القضايا التي تزيد عمليات حجزها على 100 كلغ من السموم، حيث جرى حجز ما يقرب عن 1800 كلغ من السموم بتراب الولاية من قبل فرق الدرك وحدها بحوزة 26 بارونا محل بحث أمني وقضائي منهم 5 أشخاص مطاردين من قبل المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "أنتربول"، فيما تم توقيف 77 شريكا لهم كانوا ينقلون المخدرات عن طريق شاحنات ومركبات مموهة بألواح مزورة. هذه الكمية المعتبرة من السموم المغربية التي كانت بصدد تعويم الجهة، تضاف إليها كمية 4 كلغ من الكوكايين في النعامة وحدها بحوزة 4 أشخاص موقوفين، في حين يجري البحث حاليا لتوقيف 4 مغاربة يعتبرون مصدر إغراق النعامة بهذا المسحوق الأبيض الذي يعتبر من أشد المنشطات الطبيعية. كما يحص التقرير وقوع 372 جريمة من الصنف الأول ضد الممتلكات والأشخاص في هذه الولاية تورط في ارتكابها 218 شخصا، بينهم 64 شخصا توبعوا بتهمة الهجرة غير الشرعية والدخول إلى التراب الوطني خلسة من ضمنهم 48 مغربيا زحفوا إلى النعامة عن طريق مناطق التماس الحدودية و16 رعية من جنسيات مختلفة على غرار الصحراء الجنوبية. وأفاد المصدر بأن ولاية مستغانم لم تقل خطورة من الناحية الإجرامية عن الولاية الأولى، بمجموع 1207 كلغ من الكيف المعالج خلال سنة واحدة بفارق كبيرة عن الكمية المحجوزة سنة 2014 وهو ما جعلها من بين الولايات الأكثر سخونة أمنيا. كما عرفت ظاهرة سرقة السيارات تطورا غير مسبوق بمجموع 23 سيارة مسروقة و4 في عداد الاختفاء وتسجيل ما يزيد على 21 حالة تتصل مباشرة بتفكيك سيارات وسرقة لواحقها، إضافة إلى حجز 3 بنادق صيد و3 مسدسات أوتوماتيكية و1147 خرطوشة وكميات هائلة من مادة تيانتي من صنف بارود أسود مخصص لصناعة المتفجرات والقنابل اليدوية، زيادة على نجاح ذات القيادة في تفكيك 5 خلايا دعم وإسناد إرهاب مشكلة من 14 شخصا كانوا يشكلون نواة خفية للإرهاب في جبال الغرب الجزائري. أما غليزان التي خصتها القيادة الجهوية بمؤشر خطورة تصاعد الجريمة، سجلت فرق الدرك على مستواها حجز حوالي 1011 كلغ من الكيف المعالج قادمة من الشريط الحدودي الغربي مع المغرب وتم توقيف على إثرها 20 شخصا فيما يجري البحث عن 4 تجار لهم سوابق عدلية في قضايا نقل وتهريب المخدرات، كما جرى توقيف راعيتين إفريقيتين من جنسيتين نيجرية وكاميرونية بحوزتهما 148 من مادة الكوكايين في أحشاء احدهما و155 ورقة نقدية مزورة من العملة الصعبة من فئة 100 يورو، ونجحت المصالح نفسها في توقيف مغترب وضبط 3 مسدسات نارية من نوع "ستام" و57 رصاصة من عيار 9 ملم وتوقيف 51 رعية افريقية ومغربية بتهمة الإقامة غير الشرعية، وفيما يتعلق بسرقة السيارات، فقد تم تسجيل سرقة 9 مركبات نفعية عبر تراب الولاية.