اتهمت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، الجناح المناوئ لها داخل الحزب، بتسويق "إشاعة أن جهاز أمني فاعل يدعم تحركات معارضيها لإزاحتها من على رأس الأمانة العامة لحزب العمال". وذكرت حنون خلال إشرافها أمس على اجتماع المكتب السياسي أن "أطرافا ومنهم النائب لباطشة تضغط على نواب كتلتها البرلمانية بأن مصير حنون سيكون التصفية الجسدية إذا لم يتم عزلها من قيادة الحزب". واستعجلت المتحدثة "تحرّك الدولة ممثلة في المؤسسات الدستورية لوقف هذه المهزلة"، مؤكدة أن حزب العمال لا يشهد حركة تصحيحية مثلما تريد بعض الجهات أن تسوّق له، بل "انحرافا خطيرا لبعض المفصولين من الحزب بدعم سياسي من حزب وطني ومافيا المال الفاسد". وشدّدت على أن تشكيلتها السياسية "لن تتزعزع، بل ازدادت قوة والدليل ما رأيتموه اليوم من حضور للأغلبية الساحقة لأعضاء المكتب السياسي". وتابعت حنون أن "بعض الأعضاء يخضعون لضغوط ومساومات من قبل نافذين في المركزية النقابية، لكن ذلك لن يفيد في تغيير الوضع لأن الحزب متماسك ومستعد لمجابهة الخلاطين"، مشيرة إلى أن "جريمتنا في حزب العمال أننا كافحنا المافيا والفساد ودافعنا عن الدولة الديمقراطية وكنا ضد قانون المالية 2016 والجريمة الكبرى هي انخراطنا في مجموعة ال 19- 4 التي هي مجرد طلب لقاء الرئيس وإسهام لإيجاد حل لأزمة البلاد". واتهمت حنون "جهات نافذة في البرلمان ومعروفة لدى الرأي العام بمحاولات للتمكين لمعارضيها داخل الحزب عن طريق التشويش على الكتلة البرلمانية وبتواطؤ من رئيس المجلس الشعبي الوطني من أجل سرقة الحزب وتغيير طبيعته ومواقفه وتحويله إلى وكر للزبانية والمافيا والانتهازيين"، وعقّبت بالقول إن "ردنا على تلك الجماعة هو أن الحزب في صحة جيدة وهذه الهجمة ما هي إلا محطة في مسار يستهدف استقرار الدولة وسوف تندمون". وشددت حنون في سياق آخر على أهمية التوصل الى صياغة دستور "يعكس رأي الأغلبية ويحدث نقلة نوعية في الممارسة السياسية والديمقراطية من خلال فتح نقاش واسع وثري تشارك فيه كل فعاليات المجتمع وعدم الاكتفاء بدستور توافقي بين الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية". واعتبرت أن مسار تعديل الدستور الحالي هو بمثابة "إصلاح كان ينبغي الشروع فيه قبل تعديل النصوص القانونية العضوية"، مشيرة الى أن الجزائر "ليست في مسار تأسيسي حتى وإن كنا في حزب العمال نعتبر أن انتخاب مجلس تأسيسي هو الذي يكرس السيادة الشعبية والديمقراطية الفعلية في البلاد". كما تطرقت الأمينة العامة لحزب العمال إلى "المؤسسات الهشة والتفسخ السياسي وانشار ظاهرة الأوليغارشيا التي تسعى إلى الاستيلاء على مراكز اتخاد القرار وبسط همينتها على مؤسسات الدولة والهيئات المنتخبة". وبالموزاة مع ذلك، أشادت بدور الجيش الوطني الشعبي الذي "يرابط من أجل مواجهة الإرهاب والتهريب والعصابات المافياوية، خاصة وأن الجزائر توجد في منطقة غير مستقرة وهي محاصرة على حدودها".