ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي زار الأربعاء، للمرة الأولى منذ توليه منصبه مسجداً في الولاياتالمتحدة، بالخطاب "البغيض" الذي يستهدف المسلمين، مؤكداً أن "الإسلام لطالما كان جزءاً من الولاياتالمتحدة". وخلال هذه الزيارة في بالتيمور في ولاية ميريلاند (شمال شرق) التي تأتي قبل 9 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، غمز أوباما خصوصاً من قناة المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وبن كارسون اللذين يخلطان "بين الأعمال الإرهابية الفظيعة وديانة بمجملها". ورغم أنه سبق أن زار مساجد في مصر وماليزيا وإندونيسيا أثناء توليه مهامه، لكنها المرة الأولى التي يزور فيها أوباما مسجداً في الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الأميركي في خطابه أمام أفراد المجموعة الإسلامية في بالتيمور "سمعنا في الآونة الأخيرة خطاباً غير مبرر ضد المسلمين الأميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا"، معتبراً أنه "من غير المفاجئ تالياً إلا أن تزداد المضايقات والتهديدات بحق المسلمين الأميركيين". وأدلى مرشحان جمهوريان للبيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة بمواقف ضد المسلمين. فقد أكد كل من دونالد ترامب وبن كارسون في نوفمبر 2015 انهما شاهدا صوراً لمسلمين يحتفلون في الولاياتالمتحدة باعتداءات 11 سبتمبر2001 في نيويورك، الأمر الذي سبق نفيه مراراً. كذلك، اعتبر كارسون في سبتمبر أنه ممنوع على أي مسلم أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الإسلام لا ينسجم مع الدستور الأميركي. وذهب ترامب إلى حد المطالبة بمنع المسلمين مؤقتاً من دخول الولاياتالمتحدة لتجنب خطر تسلل جهاديين إلى الأراضي الأميركية. ورأى أوباما الأربعاء أن التهجم على ديانة ما هو تهجم "على كل الديانات"، مذكراً بأن الكاثوليك واليهود كانوا أيضاً عرضة للتهجم في التاريخ الأميركي. وفي إشارته إلى ضرورة عدم الخلط بين "جزء صغير من المسلمين ينشر رؤية منحرفة للإسلام" و"غالبية كبرى من مسلمي العالم الذين يرون في دينهم مصدراً للسلام"، دعا هؤلاء إلى التنديد بشدة بهذا الانحراف عن الدين. وتأتي هذه الزيارة التي ترتدي طابعاً رمزياً كبيراً بعد أكثر من 6 أعوام على خطاب أوباما في القاهرة في 2009 والذي دعا فيه إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. ومنذ أن اقترح ترامب منع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة بشكل مؤقت، يندد الرئيس الأميركي باستمرار بالسعي لاستغلال خوف الأميركيين ويحذر من تعميم نمطي غير بناء. وقال في مطلع جانفي أمام مجلسي الكونغرس "حين يقوم سياسيون بإهانة المسلمين، فهذا الأمر لا يجعلنا أكثر أماناً". وأضاف "إنها خيانة لواقعنا كبلد". وقال جوش أرنست الناطق باسم البيت الأبيض إن المسجد "هو المكان المناسب للقول بوضوح إنه لا يحق لأي شخص سواء كان مرشحاً أم لا، أن يظن بأنه مخول بتهديد حرية الأديان".