نفى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة "لوندا" أي علاقة لمؤسسة حقوق الملكية الفرنسية بالنشيد الوطني الجزائري "قسما" حسب ما نشرته بعض الصحف التي قالت، إن هذا النشيد محمي من قبل مؤسسة الملكية الفكرية الفرنسية. وجاء في البيان التوضيحي الذي أصدره الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتلقت "البلاد" نسخة منه، أن نشيد قسما من كلمات شاعر الثورة الراحل مفدي زكريا، وألحان المصري الراحل محمد فوزي، وأن هذا المصنف الموسيقي المعنون "النشيد القومي الجزائري"، مصرح أمام المؤسسة المصرية "محمية" إلى غاية اليوم، من طرف "sacem". أما بالنسبة للمصنفات الفنية الجزائرية، فإنها كانت محمية في الشركة السابقة، إلى غاية 1973 وهو العام الذي أنشئ فيه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ، وأن الشاعر مفدي زكريا المدعو الشيخ زكري انخرط في مؤسسة "ساسام" في 26 جوان من عام 1962 وهذا قبل تسعة أيام من الاستقلال. ويعتبر السلام الوطني الجزائري من أقوى الأناشيد في العالم من حيث اللحن والكلمات والحماسة، وبداية 1956 طلب عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية.. وخلال يومين فقط جهز شاعر الثورة "قسما بالنازلات الماحقات". وانتقل الشاعر إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير. وفي العاصمة التونسية قام الموسيقار التونسي علي السرياتي بتلحينه، إلا أن لحن التريكي لم يكن في مستوى قوّة النشيد، وهو ما دفع بمفدي زكريا؛ تنفيذا لأمر عبان رمضان؛ بنقله معه إلى القاهرة لإعادة تلحينه من جديد، وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد "هدية للشعب الجزائري". واقتنعت أخيرا جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قويا وفي مستوى النشيد. وعبرت باريس مرارا عن رغبتها في حذف مقطع "يا فرنسا" الذي أزعجها كثيرا، لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا ذلك جملة وتفصيلا، وهو لا يزال مقطعا من النشيد الوطني الرسمي ورمزا مقدسا من رموز السيادة الوطنية غير قابل للتنازل.