لعب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، دوراً هاماً في قلب موازين القوى في انتخابات الفيفا لصالح مرشح أوروبا، جياني إنفانتينو، حيث لم تتبع قرابة عشرة اتحادات أفريقية تعليمات رئيس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، وفي المقدمة الاتحاد الجزائري. والحديث يدور حول منح السودانيين والأفارقة الجنوبيين إضافة إلى مصر والجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا أصواتها إلى الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي. كان واضحا منذ شهور أن الجزائر ستقود حملة مساندة لفائدة إنفانتينو، الذي حل بالجزائر شهر نوفمبر الماضي واستقبله محمد روراوة أمام مرأى ومسمع الإعلاميين، رغم أن السلطات الحكومية بالجزائر استقبلت الأمير الأردني، صهر الدبلوماسي الجزائري، لخضر الإبراهيمي، وأبدت نيتها في دعمه. وكان روراوة قد أعلنها صراحة أنه سيدعم مرشح أوروبا، بعد الذي حدث بينه وبين رئيس الكونفدرالية الأفريقية وجماعته خلال عملية التصويت على ملف تنظيم كأس أفريقيا 2017، حيث حرمت الجزائر من استضافة العرس الأفريقي بعد انسحاب ليبيا، ليمنح حياتو وجماعته في المكتب التنفيذي للكونفدرالية شرف التنظيم للغابون بطريقة غامضة. ولم يكتف روراوة بمنح صوت الجزائر للسويسري، عكس مع دعا إليه حياتو، بل تمكن الرئيس الجزائري من إقناع نظيره التونسي بمخالفة الكاميروني بعد التهديدات التي تعرض لها الجريء من قبل الكونفدرالية السنة الفارطة، ليفقد حياتو السيطرة على منطقة شمال أفريقيا، وهو الذي دخل في صراع مع المغرب بسبب تنظيم كأس أفريقيا 2012، ليضم المصريون صوتهم إلى صوت روراوة رفقة الليبيين، ويتحول اتحاد شمال أفريقيا إلى قطب معارض لسياسة رئيس الكونفدرالية الأفريقية، الذي أعلن دعمه للبحريني الشيخ سلمان، في حين كان عرب القارة السمراء يدافعون عن مصالحهم لدى قوى القارة العجوز. ولعل زيارة إنفانتينو إلى الجزائر نهاية السنة الفارطة لخصت التكتل الجديد، الذي قاده روراوة ضد الكاميروني، عيسى حياتو، ليبقى السؤال المطروح كيف سيتعامل عيسى مع هذا القطب العربي بعد انتخابات الفيفا.