مهداوي دخل الجزائر بطريقة قانونية لانعدام مذكرة بحث وتوقيف أفادت مصادر أمنية تشتغل على التحقيق في ملف المغترب الجزائري زهير مهداوي، المعتقل في بجاية لصلته بمدبر هجمات باريس الإرهابية عبد الحميد أبا عود، بأن المعني "دخل الجزائر بطريقة شرعية بعد حصوله على جواز سفر بيومتري في أوت 2015". وذكر المصدر أن "مهداوي لم يكن مطلوبا من قبل أجهزة الأمن الجزائرية والأوروبية لتأخر إجراءات إعداد ملف قضائي في حقه". وتشير التحقيقات الجارية إلى أنّ "مصالح الدرك الوطني كانت السباقة إلى التحذير من تحركاته المشبوهة بعد حصولها على معطيات استخباراتية زوّدت بها مصالح الأمن الفرنسية مباشرة بعد هجمات باريس الأخيرة". ومعلوم أن العاصمة الفرنسية باريس شهدت مساء 13 نوفمبر 2015، سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، أودت بحياة نحو 130 شخصا، وأصيب أكثر من 350 شخصا، وتبنى الهجمات فيما بعد ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت مصادر "البلاد" إنّ "قيادة الدرك قد وزّعت نشرة تحذيرية بناء على معلومات متطابقة حول هذا الشاب، البالغ من العمر 36 سنة وعلاقاته بمجموعة أبا عود، المدبر الرئيس لهجمات 13 نوفمبر في باريس". ولم يترجم تحذير مصالح الدرك إلى إجراءات متابعة ميدانية من طرف أجهزة الأمن الأوروبية خاصة الفرنسية والبلجيكية كما لم تتحرّك العدالة الجزائرية لإصدار مذكرة بحث أو توقيف بشكل جعل من زهير مهداوي يدخل الجزائر قادما من بروكسل بطريقة قانونية. والغريب أنه رغم سلسلة التحذيرات إلا أن مهداوي تحصل على جواز سفر بيومتري في أوت 2015 من قبل القنصلية الجزائرية العامة في بروكسل وكان يقيم في حي مولينبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب. وتشير التحريات إلى أن عبد الحميد أباعود مدبر هجمات باريس كانت له علاقات مع أشخاص جزائريين مقيمين في بروكسل ويجري حاليا تحديد هويتهم بدقة. ووفقا لمصادر عليمة فإن من بين أولئك الذين كان له صلة بهم في بلجيكا زهير مهداوي وأشخاص من أصول مغربية يعيشون في منطقة مولنبيك. ودخل مهداوي الجزائر منذ أسبوعين، ولم يكن محل بحث من طرف قوات الأمن. غير أن أقارب له أبلغوا مصالح الدرك الوطني في آقبو بوجوده، وأبدوا خوفا على أنفسهم في حال تم اكتشافه من دون التبليغ عنه، وتم اعتقاله على الفور. وأكد مصدر أمني أن الأمن بصدد البحث عن شركاء مفترضين لمهداوي بالجزائر وخارجها، وأن المحققين يشكون في احتمال إيفاده من طرف قيادة التنظيم المتطرف، لتنشيط "الخلايا النائمة" التي تتبع لتنظيمات إرهابية مسلحة تلقت ضربات قوية على أيدي الجيش الجزائري في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى إضعافها.